ورق إيتشيزن واشي منقوش ومصبوغ

المبنى الرئيسي لضريح أوكاموتو-أوتاكي جينجا، الذي تم تشييده في القرن التاسع عشر. الضريح مخصص لكاواكامي غوزين، إلهة الورق (اليسار).

على بعد ما يقرب من ثلاث ساعات من طوكيو على خط هوكوريكو شينكانسن، تم افتتاح محطة إتشيزين تاكيفو في مدينة إتشيزين بمحافظة فوكوي في ربيع عام ٢۰٢٤. وتقع المدينة في حوض محاط بالجبال من ثلاث جهات وكانت ذات يوم مقرًا للسلطة السياسية مثل كوكوفو، أو عاصمة المقاطعة. كانت المدينة بمثابة بوابة إلى منطقة هوكوريكو من كيوتو، حيث تمتعت بتبادل مزدهر للأشخاص والبضائع مما أدى على مر القرون إلى ظهور ثقافة فريدة ومجموعة فريدة من الصناعات الخاصة بها.

يمكن العثور على آثار هذه التقاليد في جميع أنحاء المعابد والأضرحة والأحياء. ومع ذلك، للتعرف حقًا على التاريخ والثقافة المحلية، فإن استكشاف إيتشيزين واشي أمر لا بد منه. لقد ورد ذكر جودته الرائعة في الوثائق القديمة التي يعود تاريخها للقرن الثامن. في فترة إيدو (١٦۰۳-١٨٦٨)، كانت الوثائق الرسمية لنبلاء البلاط والقادة العسكريين في الشوغونية تُكتب على إيتشيزين هوشو، وهو أفخر أنواع إيتشيزين واشي. تم استخدام هذا الورق لاحقًا في الأوراق النقدية واللوحات اليابانية، وحتى يومنا هذا تشتهر مدينة إيتشيزن بإنتاج بعض من أجود ورق الواشي في اليابان.

مركز إنتاج إيتشيزين واشي هو منطقة غوكا، موطن ضريح أوكاموتو أوتاكي جينجا، المخصص لعبادة كاواكامي غوزين، إلهة الورق. ولا تزال شوارع منطقة غوكا مليئة بخمسين من حرفيي الواشي حتى يومنا هذا. أول مكان يجب زيارته هو متحف أوداتسو للورق والحرف اليدوية. يقع المتحف في مبنى يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، ويرحب بالزائرين لمراقبة عملية صنع الواشي عن قرب. يتم غلي لحاء الشجرة المستخدم في صناعة الورق لتليينه، وطحنه لتفكيك الألياف، وخلطه بمادة تسمى نيري من نبات أيبيكا، ووضعه في وعاء سوكيبون. يتم تحريك إطار خشبي يسمى سوغيتا عبر الخليط بحركة هزازة لطيفة حتى يمتلئ الإطار بورقة من اللباب. يتم بعد ذلك تقشيرها عن سوغيتا وتركها لتجف على ورقة من ورق الواشي. إن مشهد صانعي الورق وأيديهم مغمورة بالمياه الباردة وهم يهزون سوغيتا ببراعة، كان أمرًا شائعًا هنا منذ العصور القديمة.يستخدم مصنع أوراق ياناسى ريوزو التقنيات اليدوية التقليدية لصنع إيتشيزين واشي، ولكن مع لمسة عصرية. يتميز هذا الواشي، الذي تم تصميمه باستخدام القوالب، بالمرونة الشديدة بحيث يمكن استخدامه كورق تغليف وأغلفة للكتب. ترحب ورشة العمل بالزوار لتجربة عملية صناعة الورق، وهي فرصة لن يرغب الزوار في تفويتها.

يُستخدم الواشي المصبوغ أيضًا لصنع الأشياء الصغيرة مثل إشارة مرجعية على شكل مروحة (الصورة في اليسار).