تتيح المنازل اليابانية بأبوابها العريضة المنزلقة تهوية مثالية تجعل المكان باردًا ومريحًا في الصيف. تصوير: أفلو

الاستجمام هو أمر ضروري لإراحة الجسد المنهك وتغذية العقل المبدع وتجديد الإيقاع اليومي من أجل التمتع بحياة متكاملة، وكل ثقافة في العالم لها طرقها الخاصة في إعادة شحن الإنسان، حيث يستريح خلال العام بأجازات تختلف من بلد لآخر، وحيث أن اليابان تشتهر أحيانًا بثقافة ساعات العمل الطويلة فقد يتصور الكثيرون أن اليابانيين لا يجيدون فن الراحة، ولكن الحقيقة قد تدهشكم فقد ابتكر اليابانيون وسائل جيدة ومرضية تمامًا لتجديد حيويتهم خلال أوقات قصيرة.

إن الراحة الحقيقية هي أكثر بكثير من مجرد الجلوس في تكاسل فالعقل والجسم يمكن في الواقع شحنهما من خلال ممارسة أنشطة تختلف عن الروتين اليومي أو عبر تجربة طريقة جديدة في التفكير، فمثلًا ممارسة تمارين الجلوس والتأمل «زازن» أو التدريبات الرياضية في الهواء الطلق يمثلان وسيلة ممتازة لإنعاش الجسد والروح، أحط نفسك بالخضرة التي تريح العين، أو اغطس في حمام كبريتي ساخن فتعيد العافية لعضلاتك المنهكة، أو تناول وجبة خاصة تساعدك على الهضم وتريح معدتك، كل هذه وسائل يابانية لإعادة الصحة للجسد المتعب والاستعداد لليوم التالي.

إن الثقافة اليابانية تشجع على الاستراحات القصيرة خلال اليوم، ويلجأ اليابانيون في سعيهم لتغيير الروتين اليومي إلى الاستفادة من أماكن كثيرة في المدينة ليستريحوا بطريقتهم، كما يستخدمون أدوات عديدة لإزالة التعب في نهاية اليوم فاليابانيون في الواقع هم شعب يعرف جيدًا كيف يجد الوقت ليرتاح.

إن الإنسان في سعيه للعيش في راحة ورفاهية يحتاج لتغيير أفكاره التقليدية عن العمل والراحة ولعل وسائل اليابانيين في الاستراحة القصيرة تمثل أفكارًا جديدة تستحق التأمل.