2020 NO.28

طوكيو : أجمل تجربة لإشباع الذواقين

6

منتجات محلية للاستهلاك المحلي في غينزا

تزدحم شوارع غينزا وهو الحي التجاري والترفيهي الأول في طوكيو بمتاجر تبيع المنتجات الفاخرة من أرقى الماركات اليابانية والعالمية ولكن في الداخل وعلى أسطح مباني غينزا التي تشغلها الشركات تولدت هنا مبادرات غير عادية نشأت عنها منتجات زراعية خاصة جدًا «مصنوعة في غينزا».

صور مهداة من: مشروع غينزا لنحل العسل
تصوير: كوريهارا أوسامو

جمع العسل في قلب طوكيو: مشروع غينزا لنحل العسل

©NaokoYamamoto

تأسس مشروع غينزا لنحل العسل عام ٢٠٠٦ بمبادرة من رجال الأعمال وأصحاب المتاجر الموجودة في غينزا تحت عنوان «تحقيق التعايش بين الطبيعة والمدينة»، وبدأ المشروع بإنشاء مجموعات من خلايا النحل فوق أسطح الأبنية التي كان يبلغ ارتفاعها ٤٥ متر وحقق تقدمًا ملحوظًا فازداد توسعًا بعد ذلك، واليوم تحول المشروع إلى جهة انتاج واسعة لعسل النحل وحاليًا تعمل مزارع النحل فوق سطح أربعة مباني وتجمع ما يقرب من طن من العسل سنويًا.

ولعل الكثيرين يتساءلون إن كان من الممكن أصلًا تربية النحل في غينزا بهدف الحصول على العسل، الواقع أن غينزا هي مكان ممتاز لتربية النحل فعلى بعد مسافة يمكن أن يطير إليها النحل يوجد القصر الإمبراطوري وحديقة هيبيا وأماكن أخرى كثيرة وفيرة برحيق الزهور والخضرة ومصادر حبوب اللقاح وفوق ذلك لا يتم رش المنطقة بالمبيدات الحشرية، والشتاء في تلك المنطقة ليس شديد البرودة فالواقع أن غينزا بوجه عام تتوفر بها مواصفات ممتازة لتربية النحل.

واليوم تتزايد أعداد المتاجر التي تبتكر منتجات جديدة تستخدم العسل مثل الجاتوه ومشروبات الكوكتيل ويستمر التوسع في إنتاج العسل كواحد من المنتجات الزراعية الجديدة التي تتميز بها منطقة غينزا.

في الأعلى يميناً: العاملون يجمعون العسل فوق سطح أحد المباني.
في الأعلى يساراً: النحل يعود إلى الخلايا بعد أن امتص رحيق الأزهار.
في الأسفل يميناً: رئيس المشروع تاناكا أتسوو.
في الأسفل يساراً: يباع عسل النحل في المتاجر والمنشآت الأخرى.

خضروات تنمو داخل مبني في الشارع الرئيسي
محطة لإنتاج الخضروات بأحدث تقنيات

خلف الألواح الزجاجية على هذا الممر يلمع الخس والجرجير في الناحية الأخرى تحت أضواء الدايود المشع فهذا المكان هو في الواقع محطة لإنتاج الخضروات وتوجد بداخل «غينزا أوتويا» وهو متجر متخصص للأدوات المكتبية ومستلزمات الرسم والفنون. وقد تأسست هذه المحطة عام ٢٠١٥ عندما تم عمل تجديد شامل للمتجر ليتحول من مجرد محل لبيع الأدوات المكتبية إلى مكان يمكن فيه للزبائن أن يجدوا متعة حقيقية في زيارته.

تستخدم المحطة أنظمة الزراعة الهيدروبونية أو الزراعة بدون تربة حيث تزرع الخضروات في محلول غذائي، وحيث أنه لا توجد تربة لذلك لا تتعرض هذه الخضروات للأمراض والأوبئة ويمكن زراعتها بدون استخدام مبيدات حشرية، وفوق ذلك يتم التحكم في درجة حرارة المياه والهواء ونسبة تركيز الأسمدة وعدد ساعات ضوء النهار الذي يوفره الدايود المشع، وهو تحكم أوتوماتيكي كامل يحافظ عليها جميعًا في أمثل حالة من خلال تكنولوجيا المعلومات مما يعني أيضًا ثبات الجودة العالية لهذه الخضروات فهنا يضمن للزبائن الحصول على حصة دائمة من الخضروات اللذيذة الطازجة.

تحصل المطاعم الموجودة في الدور العلوي على هذه الخضروات ويباع أيضًا جزء محدود منها للزبائن وهي تشتهر بكونها «طازجة ولذيذة» ولها شعبية هائلة بين زبائن المتجر حيث تجذب أعدادًا متزايدة من المعجبين الذين يزورون المتجر في طريق عودتهم من العمل أو التسوق لمجرد أن يتأملوا الخضروات أثناء نموها.

في اليمين: المسؤول الرئيسي موريموتو كاتسوشي يحصد بعض الخس.
في اليسار: يمكن أيضًا للزبائن شراء الخضروات من منصة المشروبات في الدور الأول.

الخضروات الطازجة تكون ضمن قائمة طعام المطعم في الطابق الثاني عشر بمجرد حصادها.