منافذ البيع بدون بائعين المتزايدة في اليابان

اليابان المعروفة بأن الأوضاع الأمنية فيها جيدةٌ حيث تنتشر ماكينات البيع الآلية في كل أنحاء البلاد. في السنوات الأخيرة زاد عدد "منافذ البيع بدون بائعين" التي تستفيد بشكلٍ كاملٍ من التقنية. هذه المرة، سوف نقوم بالتعريف عن الاتجاهات الحديثة في المبيعات بدون بائعين في اليابان، حيث كان البيع بدون بائعين للخضروات وغيرها من المنتجات مألوفًا منذ القدم.

ما هو "البيع بدون بائعين" الذي يتفرد به اليابانيون؟

منافذ بيع الخضروات بدون بائعين مألوفةٌ في جميع المناطق في اليابان منذ القدم. يقال أن الأمر بدأ في الأصل بفكرة مشاركة الخضروات الموسمية التي كانت تزرع في حدائق المنازل مع الجيران بدلًا من إهدارها والتخلص منها في حالة عدم إمكانية تناولها بالكامل. لا يزال من الممكن رؤية مشهد الزبائن في أماكن مختلفة وهم يضعون الأموال في الصناديق ويأخذون الخضراوات حتى مع عدم وجود صاحب المتجر.

في السنوات الأخيرة، زاد عدد المتاجر بدون بائعين التي تستخدم التقنية، على خلفية زيادة الطلب على أنماط التسوق التي لا تتطلب التواصل البشري.

هناك شركاتٌ تبيع بانتظامٍ الأغصان الموسمية عبر الإنترنت، مثل أزهار الكرز وأزهار البرقوق في الربيع، ونبات القنديل الياباني وزهرة الحبلى المبرعمة في الصيف. ومع انتشار العمل عن بعد، قمنا بافتتاح متجر مبيعاتٍ بدون بائعين يمكن استخدامه أيضًا كصالة عرضٍ حتى يتمكن الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا في المنزل من الاستمتاع بالأجواء الموسمية اليابانية في الداخل بكل سهولةٍ. من خلال النظر إلى المنتجات على الحقيقة، يمكن للزبائن بسهولةٍ تخيل الحياة بشعور كل فصلٍ من فصول السنة، ويمكنهم فحص المنتجات دون القلق من وجود بائعين. يتم تشجيع الدفع غير النقدي والمبيعات عبر الإنترنت في المتاجر المجهزة بكاميرات أمنية، ويتم دمج صناديق النقود مع الرفوف.

في مكتب البلدية بأحياء طوكيو، يتم القيام بالبيع بدون بائعين لتقليل الهدر في الطعام. في ماكينات البيع بدون بائعين يتم بيع الحلوى التقليدية التي تم إنتاجها في مصانع بالمنطقة، وأصبحت في حالة لا تسمح ببيعها بسبب تكسرها أو تكسر أجزاء منها مثل حلوى "كينتارو أَمِي"، والعصائر التي تم إنتاجها من فواكه ذات أشكال غير مستوية، وكذلك المنتجات الغذائية التي على وشك انتهاء صلاحيتها. يمكن شراؤها من قبل الأشخاص الذين قاموا بتسجيل حسابٍ، كما توجد كاميرات مراقبةٍ داخل المستودع، لذلك لم تحدث أية مشاكل حتى الآن. ويقال أن هذه المبادرة جعلت السكان المحليين أكثر وعياً بمشكلة إهدار الغذاء.

العديد من منافذ البيع بدون بائعين المتطورة

تتوسع منافذ البيع بدون بائعين أيضًا في مجال الملابس. يعد متجر تأجير الفساتين الموجود في شيبويا بطوكيو رائدًا في العالم ويعمل على تشغيل متجر ملابس بدون بائعين على مدار 24 ساعة منذ عام 2017. إنه يكتسب شعبيةً حيث يمكن الاستئجار بسهولةٍ في طريق العودة إلى المنزل من العمل. يمكنك استخدام الهاتف الذكي لإجراء عمليات الحجز والدفع، والدخول والخروج من المكان، وإرجاع فساتين الحفلات، مثل حفلات الزفاف التي عادة ما تكون باهظة الثمن حال شرائها. بفضل كاميرات المراقبة ونظام الإدارة الذي يتفردون به، لم تحدث أية مشاكل تقريبًا منذ افتتاح المتجر.

تحظى مبيعات الملابس المستعملة بدون بائعين باهتمام شريحة الشباب بسبب تفهمهم للاستدامة. تستفيد إحدى الشركات التي تدير العديد من المتاجر في طوكيو من علاقة مستخدمي الملابس المستعملة من الشباب بوسائل التواصل الاجتماعي، وتقوم بإنشاء نقاطٍ لالتقاط صورٍ جميلةٍ داخل المتجر، وإدخال إجراءاتٍ متقدمةٍ من الأمان والدفع الذاتي. الملابس المستعملة، على عكس الملابس الجديدة، تصبح أكثر قيمةٍ كلما كانت أقدم، لذلك ليست هناك حاجةٌ لبيعها على الفور، وبما أن سعر الشراء الأصلي منخفضٌ ولا يلزم دفع تكاليف العمالة، فإن الزبائن يستمتعون باختيارهم للملابس المستعملة بحريةٍ وبالأسعار المناسبة لهم على مدار 24 ساعة يوميا طوال العام.

تزدهر أيضًا أكشاك الطعام بدون بائعين. هذا المتجر بدون بائعين الذي يعمل على مدار 24 ساعة والمتخصص في الحلويات، مخصص للمنتجات من جميع أنحاء العالم التي لا تتوفر في المتاجر الصغيرة أو محلات السوبر ماركت. يقول صاحب المتجر الذي تأسس في هيروشيما، إن جاذبية البيع بدون بائعين تكمن في أن لديك خيار عدم الشراء، ويمكنك المرور على المكان بسهولةٍ. كما أن الشركة التي تحرص بشكلٍ خاصٍّ على المنتجات الخالية من المواد المُضافة، والتي تدير منافذ بيع المعجنات الصينية المحشوة غيوزا بدون بائعين، توسعت على مدار السنوات الثلاث الماضية لتصل إلى 87 متجرًا، ويقال إن الزبائن سعداءٌ بحقيقة أنه يمكنهم شراء طعامٍ صحيٍّ على مدار 24 ساعة يوميًا.

توجد أيضًا متاجر بدون بائعين في شينجوكو بطوكيو تستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. تشبه تشكيلة المنتجات مثل المواد الغذائية والسلع المتنوعة والأدوات المكتبية تلك الموجودة في المتاجر الصغيرة، ولكن ما يميز هذه المتاجر هو أنها لا تحتوي على ماكينة دفع الحساب. يقوم الزبائن بتنزيل التطبيق على هواتفهم الذكية ويقومون بالتسجيل، ومسح رمز QR عند المدخل، ثم استلام المنتجات ومغادرة المتجر. ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل لقطات الكاميرا للتعرف على حركة الزبائن بشكل ثلاثي الأبعاد، وبعد مغادرتهم المتجر يصل الإيصال الذي يتم تحريره تلقائيًا إلى هواتفهم الذكية. ويقال أنه يتم حساب الفاتورة بدقةٍ حتى إذا أخذ الزبون منتج ما وأعاده إلى الرف.

وهكذا زاد عدد منافذ البيع بدون بائعين في اليابان في السنوات الأخيرة حيث يتم الاستفادة من التقنية المتطورة من أجل توفير الراحة ومنع الجريمة، وبذلك يتم رفع شعبية كل متجرٍ مع إبراز مميزاته الفريدة.