أطباق يابانية مصنوعة من فول الصويا

   فول الصويا غني جدًا بالمواد الغذائية، ويُعرف باسم "لحم الحقل" في اليابان. تمت زراعة فول الصويا في اليابان منذ العصور القديمة. وتدعم الأطباق العديدة المصنوعة باستخدام فول الصويا كأحد مكوناتها غذاء الشعب الياباني منذ أمد بعيد. تعتبر أطباق فول الصويا جزءً مألوفًا من الحياة اليومية في اليابان، وقد جذبت الانتباه مؤخرًا بين الأشخاص الذين لديهم وعي قوي فيما يتعلق بالصحة. على سبيل المثال، يعتبر الميسو وصوص الصويا من التوابل الشهيرة من اليابان، والطوفو هو طعام ياباني آخر يُستخدم في مجموعة متنوعة من الأطباق. تتيح لك أطباق فول الصويا الحصول على بروتين عالي الجودة بسعرات حرارية منخفضة، مما يجعلها شائعة لدى الأشخاص الذين يرغبون في إنقاص الوزن، ومع النباتيين الذين لا يأكلون اللحوم أو الأسماك أو البيض أو أي منتجات حيوانية أخرى. تتناول هذه المقالة بعض الأمثلة لأطباق فول الصويا في اليابان.

تاريخ فول الصويا وماذا يعني للشعب الياباني

صور تم رسمها عام 1877 تظهر إعداد صوص الصويا بالطريقة التقليدية.
نودا شويو جوزو نو زو
(صورة لتخمير صوص الصويا في نودا)

شيموزا نو كوني شويو سيزو نو زو (صورة لإنتاج صوص الصويا في محافظة شيموسة)
(من داي نيهون بوسان زوئيه (صور لمنتجات مشهورة من اليابان)).
(الصور مقدمة من كيكّومان)

   يؤكل فول الصويا في اليابان منذ سنوات قبل الميلاد. يُعتقد أن زراعة فول الصويا انتشرت في اليابان من الصين إلى جانب زراعة الأرز في فترة يايوي (حوالي 300 قبل الميلاد - 250 بعد الميلاد). يَرِد ذكر فول الصويا كأحد الحبوب الرئيسية الخمس القديمة في اليابان في كلا من كوجيكي ("سجلات الأمور القديمة"، 712 بعد الميلاد) و نيهون شوكي ("سجلات اليابان،" 720 بعد الميلاد). انتشرت البوذية في اليابان، وبسبب تعاليم البوذية التي تحرم قتل الكائنات الحية، تجنب الناس تناول اللحوم لفترة طويلة. وترتب على ذلك، تناوَل الناس فول الصويا كمصدر ثمين للبروتين بدلاً من اللحوم. استخدم المحاربون في عصر كاماكورا (1185 - 1333 م) "إتشيجو إيسّاي (وعاء من حساء الميسو وطبق جانبي واحد)" كأساس لتناول الطعام. لم يأكل اليابانيون الكثير من اللحوم حتى في عصر إيدو (1603 - 1868 م)، لذا فإن فول الصويا (المعروف باسم "لحم الحقل" في اليابان) بقيمته الغذائية العالية ساعد الشعب الياباني في تطوير أجسامهم. يقال إن عصر إيدو هو الوقت الذي أصبح فيه حساء الميسو والطوفو اختيارات منتظمة كغذاء لعامة الناس، كما ازدهر فيه إنتاج صوص الصويا.

أطعمة يابانية مصنوعة من فول الصويا

معجون الميسو وشوربة الميسو (الصور مقدمة من ماروكومي)

تظهر الصور عملية تصنيع الميسو بالطريقة التقليدية. يتم وضع معجون الميسو في أحواض خشبية كبيرة لتتعتق وتُكَوِّن نكهة غنية.
(الصور مقدمة من مجلس الترويج للميسو الياباني)

أعلى اليسار: طهي الشعير على البخار
أعلى اليمين: يتم وضع أحجار ثقيلة على أغطية الأحواض الخشبية لتخمير معجون الميسو وتعتيقه.
أسفل اليسار: حجرة خاصة لتنامي الـ كوجي تُبْقى بها درجتي الحرارة و الرطوبة عند مستوى معين. في هذه الحجرة، تتنامى خميرة الـ كوجي على الشعير. أسفل اليمين: ميسو الشعير ميتسوؤرا من إنتاج ميتسوؤرا جوزو بمحافظة ياماغوتشي.
(الصور مقدمة من ميتسوؤرا جوزو)

   يصنع الميسو عن طريق خلط فول الصويا المطهو على البخار أو المسلوق مع الـ كوجي والملح، ثم يترك الخليط ليتخمر لمدة تتراوح من بضعة أيام إلى سنة أو حتى لفترة أطول. هناك عدة أنواع رئيسية من الميسو تعتمد على نوع الـ كوجي المستخدم كمكون لتعزيز التخمير: ميسو الأرز، ميسو الشعير، ميسو فول الصويا، والميسو المخلوط (خليط من الثلاثة أنواع). من خلال هذه العملية، يتغير فول الصويا أو المكونات الأخرى وينتج ميسو غني بالنكهة ذو نكهة ناضجة ومليئة بطعم الأومامي (طعم جوهري طيب). يتميز الميسو أيضًا بمزيج مختلف من المكونات ومذاق الطعم المختلف حسب المنطقة، وهناك العديد من أنواع الميسو المختلفة. لهذا السبب، يُقال إن تنوعه هو جزء من جاذبيته. حساء الميسو هو الطبق التقليدي المصنوع من الميسو، ويتم تحضيره بغليه مع مجموعة واسعة من المكونات مثل الطوفو أو الخضار أو اللحوم أو المأكولات البحرية أو البطاطس. حساء الميسو مغذي ولذيذ، لذا فهو محبوب وييتم تناوله عادة كطبق مرافق للأرز الذي لا يمله الناس أبدًا.

حساء ميسو مع المحار، إنه طبق جيد مع الأرز. (الصور مقدمة من ماروكومي)

   يعد صوص الصويا من التوابل المخمرة التقليدية، وهي عنصر أساسي في الطعام الياباني. يتم تحضير صوص الصويا عن طريق خلط فول الصويا المطهو على البخار مع القمح المحمص أولاً، وإضافة شعير كوجي إلى هذا الخليط لصنع الـ كوجي، ثم وضع هذا الـ كوجي مع الماء المالح في برميل لصنع مورومي (صوص الصويا غير المكرر) يتم هز الـ مورومي عدة مرات، ويُترك ليستريح لمدة تتراوح ما بين ستة إلى ثمانية أشهر، ثم يُضغط لإنتاج صوص الصويا. يتخمر صوص الصويا من خلال نشاط خميرة كوجي وكائنات دقيقة أخرى، مما يمنحها نكهة متوازنة من كل مذاق من الخمسة الأساسية للطعم: الحلاوة والملوحة والحموضة والمرارة والأومامي "طعم جوهري طيب ". تحتوي على ما يصل إلى 300 من مكونات النكهة المختلفة، مما يساعد على إبراز المذاق الرائع للطعام. صوص الصويا له رائحة عطرة ويناسب أي نوع من الأطباق اليابانية. يمكنك الاستمتاع برائحة ونكهة أكثر تعقيدًا وغنية عن طريق سلق أو شوي الأسماك واللحوم والخضروات به.

أعلى اليمين واليسار: يتناسب صوص الصويا مع الساشيمي والسوشي. كما يقدم على أنه تابل يساعد على التخلص من رائحة الأسماك.
(الصور مقدمة من كيكّومان)
أسفل اليمين: صوص الصويا هو من التوابل متعددة الاستخدامات يمكنه أن يخلق نكهة أكثر ثراءً عن طريق مزجه مع توابل أخرى كالبصل الأخضر أو الزنجبيل. تبرز رائحة صوص الصويا المخمرة بقوة عند نثره على الطوفو المبرد، وبالتالي يمتزج هذان المكونان جيدًا معًا. يستمتع الناس بالطوفو المبرد في الصيف، عندما لا تكون شهيتهم قوية كالعادة.

   الطوفو غذاء يصنع بمعالجة فول الصويا. أولاً، يُصنع حليب الصويا عن طريق وضع فول الصويا في الماء، ثم طهيه، ثم تصفية الخليط. بعد ذلك، يتم خلط حليب الصويا مع نيغاري (محلول ملحي متبقى من بلورة ملح البحار أو أي عامل تخثر آخر لجعله صلبًا. يتميز الطوفو بقوام ناعم وأملس، ومن الشائع في المطبخ الياباني تناول حساء الميسو بالطوفو على الإفطار. يتيح لك الطوفو الاستمتاع بالمذاق الغني لفول الصويا مع توابل بسيطة فقط. عادةً ما يتم تقديم الطوفو نيئًا كـ"هياياكّو" (الطوفو المبرد)، أو بعد غليه مع مرق الأعشاب البحرية والمكونات الأخرى إلى درجة حرارة مناسبة تمامًا لتدفئتك كـ" يودوفو" (الطوفو المسلوق). يمكن قلي الطوفو على سطحه لصنع "أتسواغي- دوفو" (الطوفو المقلي) - وهو مكون شائع في أطباق الطعام المسلوق وأكلة الإناء الساخن بسبب قدرته القوية على امتصاص نكهة المرق والمكونات الأخرى.

تكمن جاذبية أطباق الطوفو في الاختيارات الغنية المتاحة، مثل أتسواغي-دوفو (الطوفو المقلي)، أبورا-أغيه (شرائح رقيقة من الطوفو المقلي)، أوكارا (لب الصويا)، الطوفو، وغان مودوكي (مهروس الطوفو المقلي الذي يحتوي على شرائح الخضار ومكونات أخرى).

أو نو هانا، طبق مصنوع من أوكارا (لب الصويا).

هياياكّو (الطوفو المبرد).

يودوفو (الطوفو المسلوق). (الصور مقدمة من زينتورِن)

   ناتّو (فول الصويا المخمر) هو طبق فول صويا ياباني تقليدي آخر. يُخلط الـ ناتّو عمومًا مع البصل الأخضر أو توابل أخرى بالإضافة إلى مزيج متبل يعتمد على صوص الصويا والبيض أو مكونات أخرى، ثم يقلب جيدًا لزيادة التصاق الـ ناتّو قبل وضعه على الأرز الدافئ لتناوله في الإفطار. عند تقديمه بهذه الطريقة، يمكنك الاستمتاع بالنكهة الأساسية الغنية والحلوة لفول الصويا. بعض الناس لا يحبون الملمس اللزج للـ ناتّو، لكن الكثير من اليابانيين يأكلونه بشكل يومي كعادة صحية، لأن الفول يحتوي على الكثير من الألياف والعناصر الغذائية عند تناوله بالكامل.

ناتّو مصنوع من تخمير فول الصويا مع بكتيريا الـ ناتّو. (الصور مقدمة من ماروكومي)

   تشتهر اليابان بمتوسط عمر طويل، وكانت الأطباق اليابانية المصنوعة من فول الصويا جزءً عميقًا من ثقافة البلاد منذ أمد بعيد. لماذا لا تحاول أنت أيضا تناول بعض هذه الأطباق من أجل نظام غذائي صحي؟