هل حان وقت القيام برحلة؟ إليكم بعض المواقع الأكثر شهرة في اليابان للقاء مثالي مع القطط
يتشارك شعب اليابان والقطط تاريخًا عريقًا، إذ بدأ هذا الشعب برعاية القطط كحيوانات أليفة منذ 1300 عام تقريبًا. في الأصل، كانت رعاية القطط تقتصر فقط على الشخصيات الرفيعة المستوى مثل أفراد العائلة الإمبراطورية أو النبلاء، لكن مع مرور الوقت، ازدادت شهرة القطط بين عامة الشعب أيضًا، وخاصة خلال فترة إيدو (1603-1868). خلال هذه الفترة أيضًا، برزت القطط بشدة في فن "ukiyo-e" وهو عبارة عن مطبوعات خشبية على الطراز الياباني تُعرف باسم "صور العالم العائم"، بما في ذلك قطع لفنانين مشهورين مثل هيروشيغي! ولم تفارق القطط الأعمال الأدبية اليابانية الحديثة أيضًا، إذ شكّلت الموضوع الرئيسي للكثير من الأعمال الكلاسيكية العريقة لكبار الكتّاب في اليابان، مثل سوسيكي ناتسومي وكينجي ميازاوا. في السنوات الأخيرة، شهدت اليابان ما يُسمّى بـ "ازدهار القطط"، إذ يقوم الكثير من الناس برحلات لزيارة الأماكن التي يمكنهم فيها رؤية هذه القطط الصغيرة اللطيفة التي تزداد شهرتها يومًا بعد يوم.
القطة تاما، ناظرة محطة القطار التي أنقذت شركة سكة حديد حين كانت في أزمة
في اليابان، تقف القطط حتى خارج المتاجر التجارية لجذب العملاء إلى الداخل بفضل ظرافتها، وهي تُعرف باسم "kanban-neko" أو "القطط اللافتة". ومن بين هذه القطط التي تجذب العملاء، كانت "القطة تاما، ناظرة محطة القطار" هي التي أسرت قلوب اليابانيين في محطة كيشي على خط كيشيغاوا للسكك الحديدية الكهربائية في ولاية واكاياما.
كانت القطة تاما من نوع كاليكو وكانت تسكن في الأصل في منطقة المبيعات في محطة كيشي، لكن عندما واجه خط كيشيغاوا تهديدات بالإغلاق، واجهت القطة خطر فقدان مسكنها، لكن عندما تولّت شركة جديدة إدارة هذا الخط، انتهت الأزمة، وتم تعيين القطة تاما لتكون ناظرة محطة كيشي بطريقة ما. كانت تظهر القطة تاما وهي ترتدي قبعة ناظرة المحطة بينما تشرف على قدوم الركاب وذهابهم وعلى توافد الأشخاص من كل أنحاء اليابان لمقابلتها، الأمر الذي ساهم في زيادة أرقام مبيعات شركة السكة الحديدية أيضًا!
ساعدت القطة تاما على نشر سحر القطط وجاذبيتها في كل أنحاء البلد، إذ يُقال إنها كانت أول من مهّد الطريق لظاهرة "ازدهار القطط" التي ظهرت بعد ذلك.
تاشيروجيما، الجزيرة المليئة بالقطط التي أسرت قلب عشّاق القطط من كل أقطار العالم
تضمّ جزيرة اليابان الكثير من "جزر القطط"، حيث يمكن العثور على أعداد كبيرة من القطط تتمتع بحياة مريحة. عام 2013، ظهرت جزيرة تاشيروجيما في محافظة مياجي وجزيرة أينوشيما في محافظة فوكوكا في قائمة أفضل ستة أماكن في العالم لرؤية القطط، وضعت هذه القائمة سلسلة محطات تلفزيونية في الولايات المتحدة، مما منح جزر القطط اليابانية شهرة خاصة لدى الجماهير الأجانب.
تقع جزيرة تاشيروجيما في مدينة إيشينوماكي في محافظة مياجي، ويبلغ عدد سكانها حوالى 60 شخصًا، إلا أن عدد القطط فيها يزيد عن 130، ما يعني أنها تضمّ قططًا أكثر بكثير من البشر. وفي العصور الماضية، كانت تتم تربية ديدان القز في الجزيرة لإنتاج الحرير الخام، واستُخدمت القطط لحماية الشرانق من أضرار القوارض، كما ازدهر قطاع صيد السمك أيضًا، فنظرًا إلى إمكانية الاستفادة من سلوك القطط لتوقّع حالة الطقس وجذب الأسماك الكبيرة، أصبحت القطط تُعتبر أنها "ملائكة حارسة لصيد الأسماك."
في الآونة الأخيرة، تستقبل تاشيروجيما الكثير من الزوار الذين يرغبون في القدوم والاستمتاع برؤية القطط.
أزقة أونوميتشي بجانب التل - مكان الاستراحة الأساسي للقطط
تقع مدينة أونوميتشي في محافظة هيروشيما على حدود بحر سيتو الداخلي، وهي بالفعل وجهة سياحية شهيرة تستقبل الكثير من الزوار، إلا أنّها اكتسبت مؤخرًا شهرة إضافية باعتبارها "بلدة القطط". وتُعدّ أونوميتشي مدينة ساحلية محاطة بالبحر والجبال وتفتخر بتقدمة ألذّ أنواع الأسماك. تعشق القطط هذه المدينة لأنها تضمّ الكثير من المنحدرات والأزقة الضيّقة والأدراج التي يتعذّر وصول السيارات إليها، لذلك اعتبرتها القطط المكان المناسب للعيش.
يتم تطوير بعض المناطق في أونوميتشي بتصميم يتمحور حول القطط، إذ يمكن العثور على الكثير من حجارة الـ "fukuishineko" (حجارة مستديرة مطلية لتبدو مثل القطط، ويُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد) وعلى غيرها من الزخرفات المتعلقة بالقطط في مناطق الأزقة الخلفية، المعروفة أيضًا باسم "ممرات القطط"، في أرجاء المدينة.
تتواجد الكثير من الأماكن المماثلة في اليابان، حيث يمكنك مصادفة القطط التي تعيش في وئام مع السكان المحليين. يمكن للقطط أن تساعد الناس على الشعور بالاسترخاء والانتعاش، حتى أن ثمة أشخاص يسافرون خصيصًا بهدف رؤية القطط.