"بلاطات برايل" التي أصبحت صديقةً أكثر من ذي قبل مع ظهور تطبيقات الهواتف الذكية

يتم تثبيت بلاطات برايل التي تعمل من خلال ربطها بتطبيقات الهواتف الذكية أمام أبواب قطارات مترو الأنفاق اليابانية.

بلاطات برايل التي تعمل من خلال ربطها بتطبيقات الهواتف الذكية والمُثَبّتة أمام أبواب قطارات مترو الأنفاق اليابانية. (الصورة مقدمةٌ من: .LiNKX, Inc)

بلاطات برايل والتي تم تطويرها في اليابان وانتشرت في جميع أنحاء العالم، أصبحت لا غنى عنها في المشي للأشخاص الذين لديهم إعاقةٌ بصرية. في السنوات الأخيرة، يتم تقديم العديد من التطورات التكنولوجية والجهود لجعل بلاطات برايل أكثر أمانًا وسهولةً في الاستخدام من خلال ربطها بمختلف التطبيقات بدلاً من مجرد التعرف عليها من خلال النتوءات الموجودة على سطح البلاطات. نظرًا لتطور تكنولوجيا معالجة الصور باستخدام الهواتف الذكية على وجه الخصوص، تُبذَل محاولاتٌ لتضمين المعلومات بشكلٍ مرئيٍّ في بلاطات برايل وتحليلها ونقل معلوماتٍ أكثر تفصيلاً عن طريق الصوت. سوف نقدم ثلاثة أمثلةٍ تم تطويرُها في اليابان والتي تستفيد من نظام بلاطات برايل المشفرة هذه.

ما هي بلاطات برايل؟

على اليسار: "البلاطات الإرشادية" ذات النتوءات الخطية التي تتيح استخدام باطن القدمين أو العصا البيضاء لتحديد اتجاه السير.
على اليمين: "البلاطات التحذيرية" وهي عبارة عن نتوءاتٍ تشبه النقاط تشير إلى المناطق التي تتطلب الانتباه إليها، مثل الأماكن الخطرة والمرافق وغيرها.
(الصورة مقدمةٌ من: الاتحاد الياباني لذوي الإعاقة البصرية)

يمكن التعرف على بلاطات برايل من قبل الأشخاص ممن قدرتهم البصرية غير كافيةٍ، مثل المكفوفين تمامًا أو الذين لديهم ضعف إبصارٍ، وذلك باستخدام حاسة اللمس بباطن أقدامهم أو باستخدام عصا بيضاء، ويمكن كذلك التأكد منها بالعين، لذا فهي عبارةٌ عن ألواحٍ بها نتوءاتٌ على سطحها، ويتم تثبيتها على الأرض أو على أرضيات المباني لدعم الحركة الآمنة والمريحة. من بين بلاطات برايل هناك "بلاطاتٌ إرشاديةٌ" تشير إلى اتجاه السير، و"بلاطاتٌ تحذيريةٌ" تشير إلى الأماكن الخطرة والمنشآت المستهدفة، وتَستخدِم بشكلٍ عامٍّ ألوانًا زاهيةً مثل اللون الأصفر الذي يتميز بالفارق الكبير في اللون عن المنطقة المحيطة.
تم اختراع بلاطات برايل في عام 1965 على يد الياباني سيئيتشي مياكي، وتم تركيبها في أوكاياما باليابان لأول مرةٍ في العالم في عام 1967. لقد تمت الإشادة بهذا المُطور نظير إنجازاته ليس فقط في اليابان ولكن في جميع أنحاء العالم.

بالإضافة إلى ذلك، في عام 2012 تم وضع المعيار الدولي لبلاطات برايل بناءً على معايير JIS اليابانية (المعايير الصناعية اليابانية)، وهي منتشرةٌ الآن في العديد من البلدان. خلال دورة الألعاب الأولمبية والباراليمبية في طوكيو 2020، أصبحت العدد الكبير من بلاطات برايل المثبتة في المدينة موضوعًا رائجًا بين الزوار.

يتم تطوير تطبيقات بلاطات برايل واحدًا تلو الآخر

بلاطات برايل مُثبتةٌ في المحطة تعمل من خلال ربطها بتطبيق الهاتف الذكي. وفقًا للإحصاءات الوطنية حول الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، كانت هناك العديد من الإجابات تقول "إن وسائل النقل والأماكن العامة مثل الطرق والمحطات غير مريحة".
(الصورة مقدمةٌ من: © 2023 Kanazawa Institute of Technology. All Rights Reserved.)

يتم بذل جهودٍ متنوعةٍ في اليابان من أجل إقامة مجتمعٍ شاملٍ حيث يسهُلُ على الجميع العيشُ فيه بغض النظر عن العمر أو الجنس أو وجود إعاقةٍ من عدمه. وحتى في مجال بلاطات برايل، يتم تثبيت التطبيقات واحد تلو الآخر لنقل معلوماتٍ إرشاديةٍ مفصلةٍ ودقيقةٍ حتى يتمكن الأشخاص ضعاف البصر من التنقل بشكلٍ أكثر أمانًا واطمئنانًا. وفي إحدى جامعات كانازاوا باليابان، ضم فريق التطوير أشخاصًا من ذوي الإعاقة البصرية وقاموا بتطوير تطبيق برايل مشفرٍ متعدد اللغات يعمل بالتوجيه الصوتي. إنه يقرأ بلاطات برايل المحددة بعلاماتٍ من خلال تطبيق الهاتف الذكي الذي يستخدم تقنية التعرف على الصور بالذكاء الاصطناعي، ويوفر التوجيه الصوتي بأسماء واتجاهات المرافق المحيطة، مما يوفر دعمًا قويًا للمشي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إعاقاتٍ بصرية. كما يتم إجراء تحسيناتٍ على التطبيق، مثل إضافة "وضع الإخلاء" في حالة وقوع كوارث طارئة، مما جعل من الممكن تقديم التوجيهات والمعلومات المتنوعة ليس فقط للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، بل أيضًا للمواطنين والسائحين والأجانب.

على اليسار: بلاطات برايل تُرشد للوصول إلى المرافق العامة وتعمل من خلال ربطها بتطبيق الهاتف الذكي.
على اليسار: صورةٌ لتطبيقٍ تم تطويره باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي بواسطة معهد كانازاوا للتكنولوجيا. يُوفر التوجيهُ الصوتي معلوماتٍ تفصيليةً عن المرافق الموجودة أمامك يمنةً ويَسْرة.
على اليمين: مشهدٌ يُبين جلسة التجربة التي عُقدت في مدينة كانازاوا عام.
(الصورة مقدمةٌ من: © 2023 Kanazawa Institute of Technology. All Rights Reserved.)

هناك أيضًا تطبيق بلاطات برايل يهدف إلى إنشاء نظامٍ يُسهّل على الأشخاص ضعاف البصر الانتقال من منازلهم إلى المحطة التي يقصدونها، وتم تطويره من قبل شركةٍ يابانيةٍ تستخدم "رموز الاستجابة السريعة QR" والتي نشأت في اليابان وتُستخدم على نطاقٍ واسعٍ. وبهذا عندما تجعل هاتفك الذكي يقوم بقراءتها أثناء سيرك، سيخبرك التطبيق الذي يقرأ رمز الاستجابة السريعة QR تلقائيًا "إنها بوابة التذاكر. تَقدَّم في السير لمسافة مترين"، وغير ذلك من التوجيهات الصوتية بما يجعلك قادرًا على المشي بأمانٍ إلى وجهتك. وأيضًا في المحطات التي يتم العمل فيها برموز الاستجابة السريعة QR هذه، يتم استخدام إعلاناتٍ ملصقةٍ للترويج لهذه الخدمة.

على اليسار: بلاطات برايل تعمل من خلال ربطها بتطبيق الهاتف الذكي ملصقٌ عليها "رمز الاستجابة السريعة QR". تم تركيبها في العديد من محطات مترو أنفاق طوكيو منذ عام 2021.
على اليمين: إعلانٌ ملصقٌ معروضٌ داخل مبنى المحطة. (الصورة مقدمةٌ من: .LiNKX, Inc)

شخصٌ ذو إعاقةٍ بصريةٍ كان مُشاركًا في التطوير مع إحدى الشركات، يسير داخل محطة مترو الأنفاق وفي يده هاتفٌ ذكيٌّ وعصا بيضاء.
(الصورة مقدمةٌ من: .LiNKX, Inc)

لا يستطيع الأشخاص ذَوُو الإعاقة البصرية فهم الاتجاهات أو بنية المباني بدون معلوماتٍ سمعيةٍ، وحتى إذا كان بإمكانهم المشي على طول بلاطات برايل، فيجب عليهم حفظ كل شيءٍ أو طلب المساعدة من الآخرين للوصول إلى وجهتهم. من واقع تجربة الأشخاص الذين فقدوا بصرهم ويستخدمون عصا بيضاء للمشي كل يومٍ، هناك مثالٌ لتطوير بلاطات برايل المشفرة ذات العلامات الكبيرة بحيث يمكن اكتشافها بواسطة الهواتف الذكية أثناء التحرك دون الحاجة إلى التوقف. يتم تثبيت ثماني حلقاتٍ معدنيةٍ سوداء في النتوءات المستديرة في البلاطات التحذيرية، ويتم تغيير نمط ترتيب الحلقات حسب الموقع. ويمكن التحقق من الموقع الحالي والاتجاهات الأربعة الأمام والخلف واليمين واليسار من خلال الصوت الصادر عن التطبيق الذي تم التعرف عليه. وأيضًا عند بدء تشغيل التطبيق فإنه يهتز بشكلٍ دوريٍّ، وعندما يجد علامةً سوداء يعلن عن ذلك على الفور. هذا التطبيق الذي تم تصميمه ليراعي سهولة الاستخدام للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية لم يتم وضعه موضع الاستخدام العملي بعد، لكنه لاقى استحسانًا من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية ممن حضروا جلسة التجربة. طريقة ترميز الصور هذه تم التفكير فيها وتقديمها مع خلال التعاون بين شخصٍ لديه إعاقةٌ بصريةٌ يعمل في شركة تصنيع معداتٍ دقيقةٍ، وزميلٍ سابق. يتم استغلال خبرة العمل لدى الشركة المصنعة لضمان أن يكون الاكتشاف مؤكدًا، ولمنع حدوث أخطاءٍ بسبب التآكل حتى بعد فتراتٍ طويلةٍ من الاستخدام.

على اليسار: نظامٌ يُعرفُ بـ "بانداناڤي" ذو حلقاتٍ سوداء ملفتةٍ للنظر.
على اليمين: المطور الرئيسي يقوم بوضع حلقةٍ معدنيةٍ متينةٍ. يُقال إنها لن تتآكل حتى لو تم تركيبها لسنواتٍ عديدةٍ.
(الصورة مقدمةٌ من: ShinShu Associates)

على اليسار: مشهدٌ لجلسة التجربة التي عُقدت لذوي الإعاقة البصرية في مدينة كوفو في عام 2021.
على اليمين: صورةٌ التُقطت وقت التثبيت عند مدخل المحطة. (الصورة مقدمةٌ من: ShinShu Associates)

وهكذا يتعاون العديد من الأشخاص في اليابان بهدف إنشاء مجتمعٍ شاملٍ، ويعملون معًا على تطوير بلاطات برايل لكي تصبح مفيدةً أكثر.