أحدث التقنيات في مجال صناعة الخدمات الغذائية في اليابان

تطور اليابان مجموعةً متنوعةً من المطاعم والمقاهي والوجبات السريعة وغيرها في مجال صناعة الخدمات الغذائية. على الرغم من وجود مشكلة النقص المزمن في العمالة، إلا أن هناك عددٌ ليس بالقليل من المتاجر التي تروج لمسارها الفريد. هذه المرة سوف نعرفكم على صناعة الخدمات الغذائية في اليابان، والتي تتطور مع استخدام التقنية.

روبوتات نقل وتقديم الطعام التي تلعب دورًا نشطًا في صناعة الخدمات الغذائية صناعة الخدمات الغذائية التي تسهم في التحول إلى الـ DX

من أجل حل مشكلة النقص في العمالة في صناعة الخدمات الغذائية في اليابان، يَستخدمُ عددٌ متزايدٌ من المطاعم الروبوتات لتقديم الطعام ونقله.

من خلال إدخال روبوتات نقل وتقديم الطعام، أصبح بإمكان الموظفين الآن التركيز على المهام التي لا يستطيع سوى البشر القيام بها. يمكن الآن استغلال الوقت الذي كان يتطلبه تقديم وإعداد الوجبات لخدمة العملاء، كما أصبح من الممكن تقديم الضيافة التفصيلية، مثل تقديم شرح تفصيلي للأطباق والتوصية بالطلبات الإضافية.

تم تجهيز روبوتات نقل وتقديم الطعام بأجهزة استشعارٍ متنوعةٍ عالية الأداء مثل الكاميرات ثلاثية الأبعاد وتقنية LiDAR (تقنية مركز الضوء)، حيث إنها قادرةٌ على السير بسلاسةٍ وأمانٍ متجنبةً الأشياء التي يزيد ارتفاعها عن 4 سم، مثل الأحذية والحقائب وبالطبلع المرور بجانب البشر وغير ذلك. يوجد في اليابان أيضًا الكثير من المطاعم التي يتم فيها خلع الحذية مثل غرف أرضيات التاتامي زاشيكي و المدفأة المحفورة هوريغوتاستو، لذلك من مميزاتها التمسك بتطويرها لتكون قادرة على اكتشاف ما هو في مستوى ارتفاع الأحذية.

يمكن استخدام الصينية في الرف العلوي لوضع الطعام والأشياء الأخرى من أي جهة بزاوية 360 درجة، ويمكنه أيضًا حمل أدوات المائدة ذات الارتفاع وأكواب البيرة. نظرًا لأنه يمكن التحكم فيه عن بعد، فيمكن استخدامه وفقًا لحالة المتجر.

يدرسون سبل تحسين الكفاءة مستقبلًا من خلال نقاط البيع، ماكينات الكاشير وأنظمة تسجيل الطلبات وغيرها من الأنظمة المستخدمة حاليًا وباستخدام التقنية الرقمية . كما بدأت أعمال تقوم فيها الروبوتات بإعداد المشروبات وتقديمها ونقلها، ومن المتوقع أن تساهم المعرفة والتقنية المكتسبة حتى الآن في مجال صناعة الأغذية والمشروبات الذي يعاني من نقص العمالة.

مقهى يقدم "الضيافة" للعملاء عن طريق التحكم عن بعد

في مقهى في حي تشوؤو بطوكيو، يقوم الموظفون الذين يطلق عليهم "الطيارون" بتشغيل نسخ الروبوت عن بعد من منازلهم وتقديم الخدمات للعملاء. استنادًا إلى مفهوم "منح الجميع خيار البقاء على اتصال بالمجتمع"، تم تطوير هذا المقهى بحيث يتمكن الأشخاص الذين يعانون من إعاقاتٍ شديدةٍ أو يجدون صعوبةً في مغادرة منازلهم من العمل في المقهى والمشاركة في المجتمع من خلال الروبوتات.

بمجرد دخولك المتجر، ستلاحظ وجود روبوت عند المدخل يقول لك "مرحبًا!". يقوم الروبوت بتوجيه العملاء الذين يشعرون بالحيرة عند دخول المتجر بمهارة من خلال سؤالهم "هل لديكم حجز؟" وبما أن الروبوت يتم تشغيله بواسطة إنسانٍ بدلاً من الذكاء الاصطناعي، فمن الممكن التحدث بمرونةٍ أكبر.

يتم تثبيت روبوت مستنسخ في مقاعد المقهى، ويتلقى الطيار الطلبات من خلال الروبوت. بالإضافة إلى تلقي الطلبات، قد يقدم الطيارون أيضًا خدماتٍ فريدةً من خلال المحادثات مع العملاء. على سبيل المثال، إذا جاء إلى المتجر شخصٌ ما من أجل عيد ميلاده، فإنه أحيانًا يهنئه من خلال عرض صورة تقول "عيد ميلاد سعيد!".

كل هذه الخدمات ليست موجودة في الدليل، ولكن الطيارين يقدمونها بمفردهم. كذلك، فإذا رأى طيارٌ آخر هذا النوع من الضيافة واعتقد أنه جيد، فسوف يتبناه أيضًا، مما يخلق تأثيرًا تآزريًا في الخدمات. يقال أنه عندما لا يكون هناك عملاءٌ، فإن الطيارين بتبادلون المعلومات مع بعضهم البعض بشكلٍ فعالٍ في بعض الأحيان.

على الرغم من أن أشكال الروبوتات المستنسخة كلها متشابه، إلا أنه من المثير للاهتمام أن إيماءاتها تصبح فريدةً اعتمادًا على الطيار الذي يديرها. عندما ترى روبوت الطيار يقوم بهز رأسه معتذرًا وهو يقول: "أنا لا أجيد اللغة الإنجليزية، لذلك فإن التحدث إلى العملاء الأجانب أمر صعبٌ"، عندها سوف تشعر بأن الروبوت هو "استنساخٌ" لذلك الشخص.

بالنسبة للمقاهي التي بدأت العمل من أجل السماح للأشخاص غير القادرين على الخروج بالمشاركة في المجتمع بشكل تجريبي، ومن أجل حل مشكلة النقص المزمن في العمالة في المطاعم والمقاهي، بدأ أوجه نشاط الروبوتات المستنسخة في الازدياد تدريجيًا، وقد تم تقديمها بالفعل في بعض مطاعم الوجبات السريعة.

مطعمٌ تجريبيٌّ يستفيد بشكلٍ كاملٍ من تقنية الواقع الافتراضي وخرائط العرض

في هذا المطعم التجريبي الواقع في حي شيبويا بطوكيو، يمكنك تجربة شعور جديد يتم التعبير فيه عن قصص الحياة المتنوعة من خلال الطعام والفنون.

في هذا المطعم، يمكنك تجربة عروض جذب الزبائن في غرفةٍ صغيرةٍ قبل بدء الوجبة، وبعدها يتم الانتقال إلى غرفة في المطعم محاطة بشكلٍ كاملٍ بخرائط العرض. يتم مواصلة تناول الطعام أثناء الاستمتاع بالعرض الذي يتضمن الواقع الافتراضي والفن التفاعلي وذلك وفقًا للتعليمات التي يتم بثها. يوجد عنوان موضوعٍ لكل نوع طعامٍ ولكل عرضٍ من عروض جذب الزبائن، ويمكنك الاستمتاع بقصةٍ تجمع بين الطعام والفن طوال الوقت.

ليس عروض جذب الزبائن فحسب، بل أيضًا الوجبات نفسها ينعكس فيها اختيارات الطاهي الخاصة. باستخدام المكونات اليابانية الطازجة والموسمية، يقوم الطهاة المسئولون بإعداد أطباقٍ تعكس تجاربهم المتنوعة في الطهي خارج اليابان. كما يتم إدراك ألوان المكونات والتنسيق للتأكد من أن تزيين الطبق بحيث يمتزج بشكلٍ جيدٍ مع الصورة.

تتوفر أيضًا قائمةٌ نباتيةٌ لتلبية الاحتياجات المتنوعة للعملاء. مع إدراك "إمكانية تناول أطعمة لذيذة من مكونات نباتية فقط"، فإن الأطباق النباتية التي يتم إعدادها باستخدام المعرفة المستمدة من الماكروبِيوتيك وعلم التغذية تحظى باستحسانٍ كبيرٍ من حيث درجة الرضا عن المذاق والحجم.

يأخذ المتجر أيضًا الاستدامة بعين الاعتبار، حيث يتم اختيار الشفاطات وأوعية الوجبات الجاهزة المستخدمة لتكون صديقةً للبيئة. ومن نقاط جاذبيتها أنها ليست مجرد عنصر ترفيهي وممتع، ولكنها تراعي أيضًا الأشخاص والبيئة، مثل استخدام الكثير من الخضروات غير القياسية والعمل على تقليل هدر الطعام وما إلى ذلك.

تواجه صناعة الخدمات الغذائية في اليابان الكثير من المشكلات مثل الضربة الشديدة التي تلقتها بسبب وباء فيروس كورونا، والنقص المزمن في العمالة، وفي ظل بيئةٍ قاسيةٍ فإننا نواجه التحديات المتمثلة في خلق عناصر الجذب التي تُميزنا وذلك من خلال مجموعة متنوعة من الأفكار. سنواصل الاهتمام بالمحاولات الجديدة التي تعبر عن تفرد صناعة الخدمات الغذائية في اليابان.