الحفاظ على طعم الأطعمة اللذيذة المحصودة حديثًا والمحضّرة حديثًا لوقت طويل: نظرة جديدة إلى الأطعمة المجمدة

   في اليابان حيث يتناول الأشخاص الكثير من السمك، بما في ذلك بعض أنواع السمك النيء، يُعدّ التجميد أمرًا أساسيًا لتوفير عدد مستقر وتشكيلة متنوّعة من السمك الطازج. في ستينيات القرن الماضي، تم استحداث تقنية لتجميد سمك التونا بسرعة على درجة حرارة منخفضة للغاية تبلغ ‎-50 درجة مئوية. يتميّز التجميد السريع بقدرته على تجميد البنية الجزيئية للأطعمة بهدف منع تحلّلها أو تدهور جودتها.

تقنية Special Freezing تبقي الأطعمة طازجة

   كان صانعو الأطعمة المجمدة يستخدمون التجميد السريع للسماح للعملاء بفك تجميد المنتجات والاستمتاع بالأطعمة كما لو كانت طازجة تمامًا. باستخدام Special Freezing لتجميد الأطعمة بسرعة، أصبح من الممكن إبقاء الأطعمة طازجة لوقت طويل من دون أن تجفّ. لتوفير هذه التقنية على نطاق أوسع، تعمل بعض الشركات على تزويد المنتجين والمطاعم بمعدات التجميد والمعلومات ذات الصلة. تضاعفت مبيعات الثلاجات المزوّدة بتقنية Special Freezing عام 2020 مقارنةً بالعام السابق، بما أنها تسمح للشركات ببيع الفاكهة والسمك مباشرةً إلى المستهلكين، بغض النظر عن الموسم ومن دون هدر أي منها في حال لم تتمكن من بيعها، كما تسمح للمطاعم بتقديم الأطعمة لطلبيات الأكل خارج المطعم وللبيع عبر الإنترنت. تستخدم هذه الثلاجات تقنية تجميد معروفة عالميًا تحققت بفضل طريقة التبادل الحراري.

شعيرية" أودون"، وكرات "كوروكي"، والأرز المقلي وفطائر "غيوزا": مجموعة واسعة من النكهات والأحجام

   يُقال إنه يتوفّر حوالى 5500 نوع مختلف من الأطعمة المجمدة الموزعة في اليابان. بقيت المنتجات الخمسة الأولى من حيث الحجم من دون تغيير تقريبًا على مدى الأعوام القليلة الماضية مع احتلال شعيرية" أودون" و"كوروكي" (كرات يابانية) والأرز المقلي و"غيوزا" (فطائر) وشرائح لحم هامبورغ المراتب الأولى. تستمر الأطعمة المجمدة اللذيذة والملائمة في الظهور في السوق لتلبية أذواق المستهلكين. وتعكس بعض العناصر الصيحات الحديثة في الأطعمة، وتتراوح أحجام بعضها ما بين الحصص الصغيرة والكبيرة، كما يحتوي بعضها على حزمة يمكن استخدامها بدلاً من أدوات المائدة. (المصدر: رابطة الأطعمة المجمدة اليابانية).

الاستمتاع بطعم المأكولات بجودة المطاعم في المنزل: ابتكارات الصانعين الإبداعية

   يوفّر أحد صانعي الأرز المقلي المجمد وفطائر "غيوزا" المجمدة، وهما من نوعان من الأطعمة الشائعة بشكل خاص، فطائر "غيوزا" المجمدة التي يمكن فك تجميدها وطهيها في المقلاة بما أنه كان يتم تحضيرها منذ 50 عامًا، في الوقت الذي لم يكن هناك في الكثير من المنازل فرن ميكروويف. عندما أصبحت فطائر "غيوزا" ذات الطبقة الشبكية المقرمشة شعبية في المطاعم الصينية، تمت إعادة إنتاجها كأطعمة مجمدة، وعام 1997، تمت صناعة منتج حقق ثورة بالطبقة الشبكية المقرمشة التي تظهر عليه لتلبية أذواق المستهلكين اليابانيين، حتى من دون زيت. وتجاوبًا مع تعليقات المستهلكين الذين لم يتمكنوا من طهيها بشكل مناسب، بدأ الصانعون أيضًا بتضمين علامات على الغلاف لقياس كمية الماء التي يجب استخدامها، بما أن استخدام الكمية الخطأ كان مشكلة شائعة.ثم عام 2012، ظهر أخيرًا منتج في السوق لم يتطلب لا زيتًا ولا ماءً.

   من جهة أخرى، ونظرًا إلى أن العملاء يريدون أن يتمتع حتى الأرز المقلي المجمد بالقوام المفتت المفضل الذي يستمتعون به في المطعم، تقوم الشركة بتجميد الأرز المطهو حديثًا في ثلاجة خاصة فيما تكون حبيبات الأرز منفصلة عن بعضها. لا يقل غنى النكهة أهمية عن تقنية التجميد. إن الشعب الياباني حساس للنكهات المختلفة، وبالتالي تحلل الشركة الطريقة التي يتذوّق بها الأشخاص النكهات لتصميم وإنشاء منتجات تحقق توازنًا ما بين انطباعات الأشخاص عند تذوّق المنتج في أوقات مختلفة: قبل تناوله وأثناء تناوله وبعد تناوله.

بإمكان الأطعمة المجمدة أيضًا المساعدة في منع هدر الطعام

   تشرح ميورا يوشيكو، متحدثة باسم رابطة الأطعمة المجمدة اليابانية: "لا تشمل الأطعمة المجمدة المغلفة سوى المكونات والأطعمة الصالحة للأكل، ولا يمكنك استخدام سوى الكمية المحددة التي تحتاج إليها لتحضير وجبتك. في المصنع، تتم معالجة الأجزاء غير الصالحة للأكل، مثل الجذور النباتية والبذور وما إلى ذلك، التي يتم التخلص منها في المنزل واستخدامها كمنتجات مثل علف الحيوانات للحد من الهدر." تُعدّ الأطعمة المجمدة وتقنية التجميد بعض الحلول المحتملة لهدر الطعام، وسيشكل ذلك مجالاً يحظى بتركيز كبير في المستقبل.