الاستمتاع بارتداء الكيمونو بسهولة أكبر بفضل الملابس اليابانية بأسلوب جديد

وهما شخصان يستمتعان بارتداء الكيمونو
في الجهة العلوية اليسرى: صورة قام بتوفيرها بيتر هولي وكومي هولي

   إن الكيمونو هو اللباس الوطني في اليابان ولا يزال الكثير من الأشخاص اليوم يحبون ارتداءه في المناسبات المميزة، بما في ذلك الكيمونو بالأكمام الطويلة الذي يُسمّى "فوريسوده" والذي يتم ارتداؤه في مناسبات بلوغ سن الرشد، بالإضافة إلى اللباس الرسمي التقليدي للرجال الذي يُسمّى "مونتسوكي هاوري هاكاما". تفتخر اليابان بلباسها التقليدي ("واسو")، لكن كيف يتم النظر إليه اليوم في العصر الحديث؟

تبسيط تعقيد الكيمونو لزيادة إمكانية ارتدائه

   يشرح تاناكا أكيرا "يستغرق ارتداء اللباس التقليدي الكثير من الوقت ويتطلب الكثير من الجهد، كما يضمّ الكثير من الأكسسوارات. إن الكيمونو بحد ذاته باهظ الثمن، ويستغرق قياسه وخياطته ليلائم جسم مرتديه بعض الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يتميّز الكيمونو بطابع رسمي ذي مستويات مختلفة، ولا ينبغي ارتداء بعض الأقمشة سوى أثناء مواسم معيّنة، فثمة الكثير من القواعد الصارمة حول المناسبات أو المواسم التي ينبغي ارتداؤه فيها. لهذا السبب، يحاول بعض الأشخاص أن يكونوا مبدعين في لباسهم وأن يضيفوا إليها عناصر جديدة فيما يحافظون على طابع الثقافة اليابانية."تجدر الإشارة إلى تاناكا أكيرا يملك خبرة كمحرر في مجلة متخصصة في الكيمونو، ويكتب بشكل مكثف عن الحِرَف التقليدية والثقافة اليابانية، بما في ذلك الصباغة والحياكة.

   في الأعوام الأخيرة، اعتمد صانعو اللباس الياباني التقليدي هذا النهج الجديد أيضًا الذي يبدو أنه يساعدهم في كسب عدد متزايد من المعجبين بمنتجاتهم.
   في عاصمة اليابان السابقة كيوتو حيث لا تزال التقاليد حيّة تمامًا، توفّر شركات الملابس اليابانية التي كانت مضطلعة بصناعة الكيمونو منذ العصور القديمة، علامةً تجاريةً تتّسم بطابع غير رسمي أكثر بالمقارنة مع الملابس بالأسلوب الياباني. قال ممثل عن الشركة يرتدي الكيمونو بشكل يومي إنه كان مسرورًا في البداية لمعرفة كل القواعد الصارمة حول ارتداء الكيمونو، لكن بعد مشاهدته أشخاص مبدعين يتجرأون على المزج ما بين الملابس الغربية والكيمونو، بات يرغب في صنع منتجات متحررة أكثر وذات صلة بالعصر الحديث. إذًا، حتى في عالم الصناعات التقليدية، ثمة أشخاص يحاولون دمج حسّ الحداثة.

مثال على كيمونو تقليدي. عند ربط الحزام ("أوبي")، ينشئ ذلك انتفاخًا مميزًا على ظهر المرتدي. (تم الحصول على الصورة بإذن من متجرKimono Factory nono / شركة Masugi)

   إن الكيمونو هو رداء طويل بأكمام، يتم لفّه حول الجسم وربطه بحزام عريض يُسمّى" أوبي". عند ربط حزام" أوبي"، ينشئ ذلك انتفاخًا كبيرًا مميزًا على ظهر المرتدي، إلا أن هذه الشركة طوّرت حزام" أوبي" يمكن ربطه من الجهة الأمامية على شكل شريط. وهذا يعني أن الجهة الخلفية من الكيمونو تبقى مسطحة، ما يسهّل على المرتدي الجلوس على كرسي مزوّد بمسند للظهر.

يتميّز حزام" أوبي" هذا الذي صنعه صانع الملابس بالأسلوب الياباني في كيوتو، بجهة خلفية مسطحة وتم تزيينه بربطة أو نصف عقدة في الجهة الأمامية. (تم الحصول على الصورة بإذن من متجر Kimono Factory nono / شركة Masugi)

لا يستغرق ارتداء حزام" أوبي" هذا سوى وقتًا قصيرًا. (تم الحصول على الصورة بإذن من متجر Kimono Factory nono / شركة Masugi)

   توفّر الشركة أيضًا سلسلة من المنتجات المبتكرة التي يمكن للرجال ارتداؤها بسهولة. وراء هذا التطور الطموح، تكمن طريقة تفكير مرنة تقضي بأنه بالرغم من أن الأشخاص كانوا يستمتعون في السابق بالقواعد التي تلازم الملابس بالأسلوب الياباني، إلا أنه ثمة أشخاص أيضًا لا يستمتعون بهذا الجانب ويجب أن تُتاح لهم فرصة الاستمتاع بالملابس بالأسلوب الياباني بطريقتهم الفريدة الخاصة.

سترة "ساموي". تتألف "ساموي" التقليدية (ملابس العمل للرهبان) من نصفَين علوي وسفلي مصنوعَين من القماش نفسه، لكن هذا النصف العلوي فقط. يمكن ارتداؤها بالأسلوب الغربي وبالأسلوب الياباني. (تم الحصول على الصورة بإذن من متجر Kimono Factory nono / شركة Masugi)

سترة "ساموي" تقليدية.

يلغي هذا الحزام المصنوع من الجلد حاجة الرجال إلى ربط حزام" أوبي"، وهو مزوّد بمشبك، ما يعني أنه يمكن ربطه تمامًا مثل الحزام بالأسلوب الغربي. (تم الحصول على الصورة بإذن من متجر Kimono Factory nono / شركة Masugi)

عناصر معاصرة مستوحاة من الثقافة اليابانية تضفي طابعًا جماليًا جديدًا على الأزياء

   بالإضافة إلى الكيمونو، تتوفّر الآن عناصر أخرى للملابس بالأسلوب الياباني مع طابع جمالي جديد بشكل مماثل. حتى أن متجر المظلات الذي كان يصنع "واغاسا" (المظلات بالأسلوب الياباني) ويبيعها لخمسة أجيال، يعتمد نهجًا جديدًا. تتألف مظلة "واغاسا" من "واشي" (ورق ياباني) مبلل بالزيت على إطار من الخيزران. لدى المظلات بالأسلوب الغربي عادةً 8 أضلاع إلى 12 ضلعًا، أما بعض المظلات بالأسلوب الياباني فلديها 40 ضلعًا أو أكثر.

مظلة تقليدية بالأسلوب الياباني. تعرض الصورة مظلةً تُسمّى "جيا نو مي غاسا" (مظلة عين الثعبان)، ويتم استخدامها أثناء التجوّل. (تم الحصول على الصورة بإذن من شركة Hiyoshiya)

   طوّر متجر مظلات "واغاسا" هذا منتجات تدمج المزيد من المواد الحديثة مع الحفاظ على تقنيات صناعة المظلات بالأسلوب الياباني وطابعها. يتم صنع الإطار من الخيزران والقماش من البوليستر المضاد للماء في الطبقة الخارجية ومن البولي بروبيلين في الطبقة الداخلية. انصبّ التركيز على جعل مظلات "واغاسا" الجديدة هذه صغيرة الحجم وسهلة الحمل مع الحفاظ على طابع المظلة بالأسلوب الياباني. يمكن حملها بسهولة تامة ليس فقط مع الملابس بالأسلوب الياباني، بل مع الملابس بالأسلوب الغربي أيضًا. يمكن حملها مع الكيمونو لإضافة أسلوب أنيق، أو لإضافة لمسة رقي أيضًا عند حملها مع الملابس بالأسلوب الغربي.

يبلغ طول هذه المظلة المطوّرة حديثًا 70 سم (تقريبًا 2,3 أقدام) أثناء الاستخدام، لكن يمكن تقصيرها إلى 54 سم (تقريبًا 1,8 أقدام) لحملها بسهولة. باستثناء الأجزاء القماشية، يتم صنع المظلة من الخيزران بالكامل، ما يراعي البيئة بما أنه يمكن إصلاح الإطار إذا لزم الأمر. وصمّمها مصمم سويسري يملك معرفة عميقة في خصائص الخيزران. (تم الحصول على الصور بإذن من شركة Hiyoshiya/مظلة ryoten)

مظلة مغلقة. في الجهة اليمنى، غلاف مصنوع من الخيزران. (تم الحصول على الصور بإذن من شركة Hiyoshiya/مظلة ryoten)

   بالإضافة إلى المظلات، ثمة منتجات حديثة متعددة أخرى، مثل الأوشحة والحقائب التي تبرز إلى أقصى حد الطابع الجمالي الياباني، فتضفي لمسة عصرية إلى الملابس بالأسلوب الياباني.

تتوفّر منتجات متعددة تتميز بالطابع الجمالي الجديد هذا، مثل الأوشحة والحقائب. (تم الحصول على الصورة بإذن من متجر Kimono Factory nono / شركة Masugi)

مزيج ياباني-غربي

   اليوم، يختار بعض الأشخاص حمل الحقائب بالأسلوب الغربي مع ارتداء الكيمونو بدلاً من حمل الحقائب بالأسلوب الياباني. أما عادة حمل المظلات المخرّمة التي نشأت في الثقافة الغربية مع الكيمونو فهي معروفة مسبقًا. يعتمد تاناكا وجهة نظر منفتحة تجاه هذا التغيير، فهو يرى كيف تكيّف الكيمونو مع الأساليب الجديدة إلى حدٍ ما، نتيجةً للتأثير الغربي في أواخر القرن التاسع عشر، ويقول: "في بعض الحالات، كما في مطعم بالأسلوب الغربي أو حفلة عصرية، يمكن لارتداء الكيمونو مع قطع ملابس غربية أن يبدو جميلاً وراقيًا. تتميّز الملابس بالأسلوب الياباني بالأناقة أيضًا. طالما أن المناسبة غير رسمية، يمكنك ترتديها كما تشاء."

امرأة ترتدي ملابس بالأسلوب الياباني مع حقيبة بالأسلوب الغربي

في حفلات التخرج، ترتدي بعض النساء "هاكاما" (قطعة ملابس بالأسلوب الياباني للجزء الأسفل من الجسم، تشبه التنورة) فوق الكيمونو، مع أحذية طويلة بالأسلوب الغربي.

   تتغيّر طريقة ارتداء الأشخاص الملابس بالأسلوب الياباني مع مرور الوقت. فلنراقب التطورات الجديدة التي سنراها بالتأكيد في المستقبل.