منظر للشارع في مينو بقناديل من الواشي. في كل عام خلال يومين من شهر أكتوبر يتحول معرض آكاري-آرت لورق مينو-واشي إلى مسابقة جمال بين الأعمال الورقية كالتي نراها هنا والمصنوعة كلها من ورق مينو-واشي.

اللون الأحمر لجسر مينو-باشي هو أجمل ما يلفت الأنظار، هذا الجسر هو أقدم جسر معلق في اليابان تم تشييده على الطراز الحديث.

هون-مينوشي هو ورق مسجل الآن ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي المحسوس وهو يصنع في منطقة مينو بمحافظة غيفو التي تقع في منتصف جزيرة هونشو الرئيسية في اليابان. تتمتع مينو بميزة كبيرة هي المياه الصافية الجارية في نهر ناغارا ويتم فيها صنع الورق منذ ١٣٠٠ سنة أي من بداية صنع الورق اليدوي في اليابان حتى وقتنا الحاضر وبدون توقف. يعتمد الحرفيون هنا على شجيرات كوزو (توت الورق) دون غيرها ويشتهر الورق الناتج بجمال لونه من درجات الأبيض ومعروف عنه تميزه بصفتين متناقضتين في الظاهر وهما القوة والمرونة. والواقع أنه في الوقت الذي نرى فيه اختفاء بعض ورش الورق اليابانية التي ظلت تصنعه لقرون عديدة نجدهم في مينو قد حافظوا على التراث القديم حيًا ونقيًا بمشاركة الورش بعضها لبعض بينما يحمل كل جيل للجيل التالي سر الحرفيين القدماء في صناعة الورق.

وجدير بالذكر أن مينو بصفتها موطن أحد أنواع الورق الياباني التقليدي تتعامل بما يتفق مع سمعتها في هذا المجال فتقيم مناسبات ومهرجانات مرتبطة بورق واشي، فمهرجان مينو في الربيع من كل عام هو مصدر كبير للاستعراض والإثارة فهنا يحمل الناس طوافات «هانا ميكوشي» عبر شوارع المدينة وقد تزينت بقطع من ورق واشي بعد صبغه باللون الوردي وتشكيله على هيئة زهور الكرز، ويصل عدد الطوافات إلى ثلاثين طوافة تقريبًا بعضها كبير وبعضها صغير الحجم ومع كل زينتها من الزهور تبدو وكأنها أشجار كرز ترقص بحيوية كبيرة، وفي الخريف خلال معرض «أكاري» لورق «مينو-واشي» تنتشر في الشوارع مصابيح غاية في الغرابة مظللة بورق واشي في منظر خيالي ينجذب نحوه السياح سنويًا بأعداد كبيرة، وعندما يأتي الليل تومض الشوارع بنور سحري ينبعث من المصابيح عبر الورق في مشهد فريد.