نيبونيكا هى مجلة الكترونية تقدم اليابان الحديثة لكل انحاء العالم.
2015 No.17
لقراءة الكتاب الإلكتروني تحتاج إلى تشغيل لغة الجافا سكريبت في المتصفح الخاص بك وتنزيل مكونات مجانية لمشغل فلاش من شركة أدوبي سيستمز.
المنمنمات حدث كبير في اليابان
تصميم فني مستوحى من الميكروسكوب
بلورات الجليد موضة في عصر إيدو
في عصر إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨) ، بلغ انبهار أحد النبلاء الإقطاعيين اليابانيين بقطرات الجليد أنه اشتهر بين الناس باسم «نبيل الجليد »، وكان نبيلًا لمقاطعة كوغا (محافظة إيباراكي حاليًا) واسمه الحقيقي كان دوي توشيتسورا (١٧٨٩-١٨٤٨). كان هذا النبيل هو أول فرد في اليابان يدرس بلورات الجليد تحت الميكروسكوب في بحوث امتدت لأكثر من عشرين عامًا. وقد أطلق على بلورات الجليد اسم «سيكا » ومعناها الحرفي هو «زهور الجليد » ونشر ملاحظاته في كتاب بعنوان Sekka Zusetsu («دراسة مصورة لبلورات الجليد») في عام ١٨٣٢ وشرح فيه ١٤ مؤثرات مفيدة للجليد مع صور لعدد ٨٦ نوع من الجليد، وهذا الكتاب وكتاب آخر مكمل له يعد في نظر الكثيرين أول بحوث علمية عن الجليد في اليابان.
ومن الطريف أن الجمال المرهف للأشكال الجليدية الأنيقة التي وجدت في بحوث توشيتسورا أدى بسرعة إلى تحولها لموضة بين عامة المواطنين في عصر إيدو، فقد تعاملوا مع تلك الأشكال وكأنها زهور واستخدموها لتجميل الكيمونو والإكسسوارات. نلاحظ هذه الموضة في اليابان القديمة وقد انعكست بحيوية كبيرة في كثير من المطبوعات المعروفة باسم «أوكيوئى بيجين-غا » وهي رسوم مطبوعة تصور نساء جميلات يرتدين كيمونو مزخرف بأشكال سيكا، وقد مثلت هذه الحالة موضة تصميمية مستمدة من الميكروسكوب وهو مثال واضح جدًا يبين كيف ارتبطت اليابان في فترة بداية الحداثة بالعلوم والتكنولوجيا الرائدة في ذلك الحين. وحتى في وقتنا الحالي لازال شكل «زهرة الجليد » من التصميمات المحبوبة وتذكرنا بموضة قديمة من عصر إيدو. وتظهر أشكال بلورات الجليد عادة في زخارف الإكسسوارات اليابانية الصغيرة وهذا أمر طبيعي ولكن الغريب أننا نجدها أيضًا على أشياء حديثة مثل التيشرت أو حذاء الجري.