تستعدّ اليابان للتركيز أكثر بعد على نظافتها باتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الأمراض المعدية!

صور تمثّل "النظافة"

   على الرغم من عدم وجود براميل للنفايات، تبقى الشوارع اليابانية ومناطق وسط المدينة نظيفة وخالية من النفايات. وقد لفت مشجعو الرياضة اليابانيون وهم يجمعون القمامة بعد إحدى المباريات انتباه الجماهير من مختلف أقطار العالم. هذا بالإضافة إلى شهرة اليابان العالمية في النظافة. لنلقِ نظرة على بعض التقنيات والمبادرات المتعلقة بالنظافة والتي تركّز على التعقيم والتطهير.

التكنولوجيا العاملة بدون لمس

   بدأت تدابير النظافة، مثل المعدات التي يمكن أن تعمل بدون لمس، بالفعل باحتلال جزء من حياتنا، وتُعدّ أزرار المصعد أحد الأمثلة على ذلك.

   أعلنت شركة يابانية لصناعة المصاعد تملك 23 فرعًا حول العالم أن مصاعدها ستكون الآن مجهّزة بأزرار تعمل بدون لمس، إذ سيتم تركيب مستشعرات صغيرة بالأشعة تحت الحمراء فوق الأزرار الموجودة، لكي تستجيب حتى إذا لوّحت بيَدك فوقها. لن تعمل المستشعرات إذا اكتشفت حركة على بُعد 1 سم أو أقل من الأزرار، وذلك لتجنب الإدخالات الخاطئة إذا اضطر شخص ضعيف البصر إلى لمس الأزرار بهدف قراءتها.

تسمح الأزرار التي تعمل بدون لمس للمستخدمين بتشغيل المصعد عن طريق تمرير يدهم فوق المستشعر بالأشعة تحت الحمراء. (تم الحصول على الصورة بإذن من Fujitec Co., Ltd.‎)

تقنية تنظيف مُثبتة علميًا

   في الجوائز اليابانية للقدرة على التكيّف لعام 2021 التي تثني على الشركات التي تطوّر تقنيات ومنتجات تساهم في قوة اليابان وقدرتها على التكيّف، مُنحت الجائزة الكبرى لـ "مكافحة الأمراض المعدية" لروبوت صُمّم لتنظيف مكان العمل من قبل شركة لصناعة روبوتات للخدمات، وذلك تقديرًا لمساهمتها المتطورة في مكافحة الأمراض المعدية. ما عليك سوى تعليم الذكاء الاصطناعي مسار معيّن، وسيقوم بتنظيف مناطق كبيرة بسرعة وبدقة من دون أي إشراف. إنه قادر على تنظيف منطقة بحجم ملعبَي تنس فى ساعة واحدة. يأتي هذا الروبوت مزوّدًا بفلاتر عالية الجودة تخوّله إزالة 90% من الغبار على الأرض، هذا الغبار الذي قد يحتوي على فيروسات وبكتيريا، وقد ثبت أن التنظيف المتكرر للمساحة نفسها يحدّ بشكل كبير من نسبة البكتيريا فيها. ولم يقتصر هدفه على تعويض نقص عدد الموظفين فحسب، بل تم استخدامه أيضًا كتدبير لمكافحة الأمراض المعدية في أماكن مثل المطارات والمستشفيات والفنادق.

Whiz، روبوت التنظيف. يُستخدم أيضًا في المستشفيات. ⒸSoftBank Robotics (تم الحصول على الصورة بإذن من شركة SoftBank Robotics Corp.)

غسل اليدين باستدامة وفي أي مكان

   يُعدّ غسل اليدين طريقة فعّالة لتجنّب الإصابة بالعدوى، لكن من الصعب غسلهما في الأماكن التي لا تتوفّر فيها المياه. لحلّ هذه المشكلة، تم توفير محطة جديدة لغسل اليدين تعمل بالمياه المحصورة يمكن تركيبها في مناطق لا تتوفّر فيها مياه جارية، إذ تتم تنقية المياه المستعملة وإعادة تدويرها في المحطة نفسها. لا يلزم سوى 20 لترًا من المياه لـ 500 عملية غسل أيادي على الأقل. تتم إزالة الفيروسات وملوّثات المياه بواسطة ثلاثة فلاتر مختلفة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي مستشعرات لمراقبة جودة المياه والحفاظ عليها باستمرار. ونظرًا إلى أن هذا النظام يحدّ من هدر المياه، فإنه يراعي بالتالي البيئة. تم تركيب هذه المحطة في أماكن عدة، بما في ذلك مطاعم الوجبات السريعة حيث يريد روّاد المطعم غسل أيديهم من دون مغادرة المكان، أو متاجر القرطاسية التي ترغب في توفير مرافق لغسل اليدين إلى جانب معقم اليدين للعملاء، والكثير من المواقع التجارية الأخرى ومرافق التمريض.

يمكن تركيب محطات غسل اليدين هذه في أي مكان حول العالم مع كمية صغيرة من المياه والكهرباء، أو حتى بدون بنية تحتية للمياه. (تم الحصول على الصورة بإذن من WOTA CORP.)

عمّال النظافة وراء أنظف مطار فى العالم

   يُعدّ مطار هانيدا في طوكيو بوابة اليابان ومركزًا دوليًا. تم تصنيفه، لستّ سنوات على التوالي، كأنظف مطار في العالم ضمن تصنيفات المطارات الدولية من شركة سكايتراكس. يعود الفضل في كل ذلك إلى إحدى عمّال النظافة التي قلبت المعايير رأسًا على عقب. وقد أدخلت، بخبرتها في الدراسات البيئية والايكولوجيا، أساليب تنظيف رفعت معايير الموظفين الآخرين، وزادت بشكل ملحوظ عدد الموظفين ذوي المؤهلات الوطنية في تنظيف المباني.

   اليوم، يعمل جميع عمّال النظافة في مطار هانيدا بجدّ للحفاظ على مكانته كأنظف مطار في العالم، وذلك من خلال استخدام 80 منتج تنظيف مختلفًا لأغراض مختلفة وتطوير فرش تنظيف مخصصة لمختلف المناطق وأنواع الأوساخ. علاوة على ذلك، يهتمّون أيضًا بإطلالتهم الخاصة وبطريقة استخدامهم المعدات وإيماءاتهم أثناء التنظيف، بهدف العمل بطريقة تضمن النظافة حتى في الأماكن غير المرئية. تحافظ بوابة اليابان على نظافتها المطلقة بفضل مهارات عمّال النظافة واهتمامهم بأدقّ التفاصيل.

يُعدّ مطار هانيدا بوابة اليابان إلى العالم، ويُعتبر أيضًا أنظف مطار في العالم بفضل عناية عمّال النظافة ودقة عملهم. (تم الحصول على الصورة بإذن من شركةJapan Airport Terminal Co., Ltd.)

   يولي اليابانيون أهمية كبيرة للنظافة. على سبيل المثال، يُتوقّع من تلاميذ المدارس اليابانيين تنظيف صفوفهم بمجرد انتهاء يومهم الدراسي، كما أن غسل اليدين وحمل المناديل هما أمران يتعلمونهما في سن مبكرة جدًا. بالإضافة إلى ذلك، طوّرت اليابان أيضًا مجموعة متنوّعة من منتجات التنظيف للمرافق العامة والاستخدام المنزلي، وهي تُعدّ وجهة مثالية للمسافرين الذين يهتمّون بالنظافة ويبحثون عن راحة البال.