الصورة العليا: تمتد جزيرة أوشيما لمسافة ٩ كيلومتر تقريبًا من الشرق إلى الغرب و ١٥ كيلومتر تقريباً من الشمال إلى الجنوب، وهي تمثل ثروة من كنوز الطبيعة فيمكنك فيها ممارسة بمختلف الأنشطة الممتعة.
(تصوير: آمانا إيميجز)

تندفع الباخرة طافية فوق المياه تحت جسر رينبو وبعد أن تعبر ميناء يوكوسوكا وشبه جزيرة بوسو نسمع الإعلان بأننا دخلنا الموطن الطبيعي لثدييات المحيط العريض، هنا يمكننا رؤية الدرافيل وربما أيضًا تتاح لنا فرصة لمشاهدة أحد الحيتان الضخمة.

وجزيرة أوشيما هي أكبر جزيرة من جزر إيزو رغم أن طولها لا يتعدى حوالي ٩ كيلو مترات من الشرق للغرب و ١٥ كيلو متر من الشمال للجنوب ويمكن أن تقطعها كلها بالسيارة في أقل من ساعتين. ويعيش في أوشيما ٨٣٠٠ مواطن يميلون لحياة الاستجمام إلا في المواعيد المنتظمة لوصول البواخر إلى الميناء، حينئذٍ تتسارع وتيرة الحياة بالنسبة للجميع، السائحين وسكان الجزيرة وأصحاب الأعمال.ويزداد عدد الزوار بصفة خاصة في الصيف عندما يكون البحر هو المكان المفضل للسياحة وفي الشتاء عندما يأتي إلى الجزيرة العديد من الزوار لحضور مهرجان «إيزو-أوشيما » لزهور الكاميليا، أما في باقي أوقات العام فيأتي إلى هنا الباحثون عن المتعة بين مغامرات المحيط وخاصةً صيد الأسماك والغطس السطحي والغطس العميق.

وقد شهدت الجزيرة منذ أعوام قليلة تزايدًا في عدد الزوار الذين تجذبهم الطبيعة الخصبة في هذه البقعة من طوكيو والتي يسمونها بجدارة «جزيرة البركان النشط »، والواقع أن أهل الجزيرة قد اعتادوا منذ قديم الزمان على تقديس جبل ميهارا كنوع من الآلهة وقد أصبح صعود الجبل سيرًا على الأقدام أحد الوسائل التي يكمل بها الزوار مغامرتهم في الجزيرة.

وقد تم افتتاح الطريق حول فوهة البركان في عام ١٩٩٨ ، وفي عام ٢٠١٠ تم تصنيف الجزيرة كواحدة من الحدائق اليابانية الجيولوجية (هي حدائق طبيعية تبرز التراث الجيولوجي). قم بالاشتراك في فريق يقوده مرشد جيولوجي مرخص ليعزز رحلتك بمعلومات ثمينة حول البركان والحمم البركانية ونباتات وحيوانات المنطقة، ويوجد على الطريق المؤدي إلى قمة الجبل منصة للرؤية يمكن الوصول إليها بالسيارة لمشاهدة جبل ميهارا وجزء من الصخرة البركانية الواسعة التي تكونت منذ ١٧٠٠ عام تقريباً. لو استدرت إلى الوراء ونظرت في اتجاه الغرب وكان الجو صحوًا سيمكنك رؤية جبل فوجي عبر المحيط، ولو سرت لمسافة أبعد لمدة خمس وأربعين دقيقة تقريبًا فسوف تصل إلى فوهة بركانية عظيمة يبلغ عرضها حوالي ٣٠٠ متر وعمقها ٢٠٠ متر تقريبًا. في الجنوب ترى جزر إيزو وفي شمال الشرق تظهر شبه جزيرة بوسو، بينما تبدو شبه جزيرة إيزو في شمال الغرب ومن خلفها جبل فوجي. إن صعود الجبل سيرًا على الأقدام وأمامك كل هذه المناظر سيكون مغامرة لن تنساها تجعلك تشعر أنك في رحلة لاستكشاف كوكب الأرض.