نيبونيكا هى مجلة الكترونية تقدم اليابان الحديثة لكل انحاء العالم.
2015 No.15
لقراءة الكتاب الإلكتروني تحتاج إلى تشغيل لغة الجافا سكريبت في المتصفح الخاص بك وتنزيل مكونات مجانية لمشغل فلاش من شركة أدوبي سيستمز.
اليابان أرض المياه
![5](../../../images/number-5.png)
تزاوج بين الماء والتكنولوجيا
تنظيف المياه عصريًا بطعام تقليدي
هناك حوالي ١,٨ مليون طفل سنويًا يموتون نتيجة عدم توفر المياه النظيفة والآن تساهم التكنولوجيا اليابانية في خفض هذا الرقم ولو قليلًا من خلال توفير ماء نظيف ورخيص في بعض الدول الأخرى، والغريب أن التكنيك الذي تستخدمه اليابان لتحقيق ذلك يتضمن استخدام طعام ياباني اسمه «ناتو» وهو عبارة عن فول صويا متخمر يحتوي على حامض البوليغلوتاميك وهو حامض لديه خاصية تجميع الأشياء، فهو مادة لزجة تجعل الجزيئات تتكتل مع بعضها وقد جعل ذلك خبراء الابتكار يبحثون إمكانية استخدام خاصية التجميع الموجودة في «الناتو» لتنظيف المياه. عندما توضع هذه المادة في خزان للمياه يحتوي على مواد دقيقة معلقة وكائنات حية بالغة الصغر فإن خاصية التجميع تؤدي إلى تحول كل ذلك إلى كتل مجمعة ثقيلة تغرق في القاع وينتج عن هذه الطريقة السهلة ماء يتوافق مع المقاييس الصحية في بلاد عديدة.
![](../../../images/ar/niponica15/feature05-08.jpg)
ماء نظيف آمن للشرب في بنجلاديش توفره مجانًا شركة بولي-غلو سوشيال بيزنس باستخدام تكنولوجيا التنظيف المبتكرة.
وتتميز هذه المادة التجميعية بأنها رخيصة الثمن ولا تحتاج في استخدامها لأي أدوات خاصة، وقد أدت الفعالية الكبيرة لهذه الطريقة وسهولتها الشديدة إلى انتشارها في دول عديدة من بينها بنجلاديش والبرازيل وكولومبيا والهند وتنزانيا كما تستخدم في معسكرات اللاجئين من الصومال حيث تساهم في رفع مستوى المعيشة فيها.
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
للحصول على مياه نظيفة ضع فقط المادة التجميعية في الماء ثم قم بتقليبه. سوف تتجمع الشوائب المعلقة في كتل ثقيلة تهبط إلى القاع ويصبح الماء نظيفًا للاستعمال. | ||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
ذرات الشوائب منتشرة عبر المياه. | المادة التجميعية تجعل الذرات تتكتل مع بعضها. | تسقط الكتل نحو القاع ويصبح الماء نظيفًا من فوقها. |
الحفز الضوئي: مصدر نظيف للطاقة يبدل الزراعة بدون تربة
في صوامع الزراعة بدون تربة تنمو النباتات في أماكن مقفلة دون استخدام التربة، وبدلًا مع ذلك تقبع الجذور في مياه تحتوي على مزيج من المواد الغذائية المعدنية والأسمدة، ونظرًا لأن النباتات في مأمن من تقلبات الجو والحشرات المزعجة فهناك شعور عام بين المزارعين بأن جني محصول ثابت دائمًا هو أمرًا مضمونًا.
ولكن أثناء نمو النبات تتسلل من الجذور مادة عضوية إلى المحلول الغذائي فتعوق نمو النبات ويحتاج الأمر لفلترة المياه بهدف إزالة المادة العضوية ثم إعادة المياه للنبات بعد فلترتها، أما الآن فقد تم ابتكار طريقة جديدة تحلل المادة العضوية كيميائيًا باستخدام أكسيد التيتانيوم نظرًا لتأثيره كحافز ضوئي في وجود الضوء. هذه العملية تزيل المادة العضوية بكل سهولة دون الحاجة لنظام فلترة يستهلك كمية كبيرة من الكهرباء، وقد ذكرت تقارير خبراء الابتكار أنه بفضل هذا النظام أمكن زيادة محصول الطماطم بنسبة ٣٠% تقريبًا وتقليل كمية المحلول الغذائي الذي يحتاجه النبات، هذا ويمكن استخدام المحلول كاملًا بمواده الغذائية وأسمدته مرة بعد مرة بدلًا من تصريفه بعد كل مرة.
نحن أمام نظام أكثر إنتاجًا للمحاصيل وأقل إضرارًا بالبيئة وقريبًا سوف يحدث هذا النظام تغييرًا كبيرًا في مجال الزراعة بدون تربة الذي يزداد حاليًا نموه في اليابان يومًا بعد يوم.
سمكة بحرية في منتجع جبلي!
تقع محافظة توتشيغي في شمال طوكيو ولا تضم أي ساحل على البحر ورغم ذلك ففيها أسماك بحرية تسبح في أحواض. اسم السمكة هو «تورا-فوغو» وهو أحد أنواع السمكة المنتفخة أما المكان فهو ناكاغاوا-ماتشي وهي بلدة صغيرة قابعة داخل الجبل والسؤال هو: لماذا في هذا المكان بالتحديد؟. تكمن الإجابة في أن هذه المدينة بها عيون مياه دافئة تتدفق فائرة على سطح الأرض وتبلغ درجة حرارة المياه عشرين درجة مئوية تقريبًا أي أقل من أغلب العيون الساخنة بوجه عام، وهي لا تحتوي على كبريت أو أي معادن أخرى كريهة الرائحة، وفوق ذلك فنسبة محتوى الملح فيها تبلغ من ٠,٩% إلى ١,٢% وهذه تقريبًا هي نفس النسبة التي نجدها في سوائل أجسام الكائنات الحية، وقد عمدت إحدى الشركات المحلية إلى الاستفادة من تلك المزايا ونجحت في تربية أسماك من نوع «تورا-فوغو» وهي سمكة باهظة الثمن هنا في اليابان.
والموطن الطبيعي لسمكة «تورا-فوغو» هو مياه البحر التي تحتوي على نسبة ملح قدرها ٣,٥% تقريبًا وفيها يتحتم على السمكة أن تقلل كثافة الملح إلى حوالي ٠,٩% وهي تفعل ذلك خلال امتصاصها للماء عبر الخياشيم، وحيث أن ٠,٩% هي نفس نسبة الملح تقريبًا في مياه عيون المنتجع لذلك فلا تحتاج السمكة لضبط المحتوى الملحي للماء مما يوفر طاقتها، وعلاوة على ذلك فلديها في أحواض المنتجع ميزة المواد الغذائية الوفيرة وهذا يفسر سر نمو أسماك المنتجع بأحجام أكبر من مثيلاتها التي تنمو في البحار.
وقد تم إنشاء أحواض تربية أسماك «تورا-فوغو» في ناكاغاوا عام ٢٠٠٩ بعد إجراء الاختبارات اللازمة وكان عدد الأسماك في البداية ١١٥٠ سمكة وبحلول عام ٢٠١٤ بلغ الإنتاج السنوي للأحواض ٤٠٠٠٠ سمكة جاهزة للطرح في الأسواق. لقد عانت هذه البلدة الصغيرة من انكماش عدد سكانها ولكنها أصبحت الآن مستعدة لتطوير وسيلة سياحية جديدة لجذب الزوار.