موقع اليابان > توجهات اليابان > التكنولوجيا والحياة > خدمات المراقبة اليابانية، راحة بال للمواطنين الكبار الذي يعيشون وحدهم
"شريك الاتصال دب كوكوكوما"( برعاية ن ت ت دوكومو)
يعد انخفاض نسبة الولادات وارتفاع نسبة الشيخوخة اكبر المشاكل التي تعيشها اليابان، كما هو الشأن مع الدول المتطورة الأخرى؛ فاليابان لا تشكل استثناء في هذا المجال. وحتى نتعامل بشكل إيجابي مع مشكل الشيخوخة، نحتاج إلى خلق إطار عمل يشمل المجتمع كاملا.
ففي اليابان، تستعمل العديد من الشركات والهيئات آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا لتواجه هذا المشكل، حيث انتشرت الخدمات التي تسمح للأطفال والأحفاد بمساعدة الشيوخ ، الذين يعيشون وحدهم، في مشاغل حياتهم.
استعمال الروبوهات وتكنولوجيا انترنت الأشياء والأجهزة المنزلية
طورت "روبوتات دعم المراقبة" باستعمال تقنية الاتصال بالروبوت وانترنت الأشياء. تمتلك هذه الروبوتات تركيبة معقدة لقياس درجات الحرارة والحركة والرطوبة ومستويات الضوء الخ، وهكذا يمكن لأفراد العائلة أن يراقبوا، على مدى 24 ساعة، كبير السن الذي يعيش بمفرده، باستعمال الهواتف الذكية واللوحات الرقمية. يوضع الروبوت في زاوية للمراقبة من البيت، ويقدم معلومات صوتية أو بتقنية اللاد عن أي تغير في مكان كبير السن أو إ قامته أ و درجة حرارة غرفته، ومثال ذلك أ ن يقول: إ نه او إ نها في غرفة الأكل الآن ، باب الدخول مفتوح أ و درجة حرارة الغرفة هي أ قل من 38 درجة. كما يمتاز الروبوت بقدرته على أ ن يخبرك عن موعد الدواء، وهذا يشعرك أ نكما تعيشان معا.
شاشة الهاتف الذكي. تقاس مستويات الإضاءة في الغرف خلال التغير وتعرض على شكل بيان، بخط أزرق لغرفة النوم وخط أصفر لغرفة المعيشة وخط أحمر للحمام. يسمح ذلك بالتنبؤ بالغرفة التي يكون فيها المسن إذا كان مستوى الإضاءة عال. (برعاية شركة سولكسيز)
كما هناك تزايد في عدد الخدمات التي تستعمل ما يستحدث في أساليب الحياة يوميا، مثل استعمال الهواتف الخلوية والتلفاز، وذلك للتأكد من أن أفراد العائلة يعيشون حياة مريحة. في حال الخدمة التي تستعمل فيها الهواتف الخلوية، يتم إشعار أفراد العائلة، من خلال بريد إلكتروني، عندما يستعمل المسن هاتفه الخلوي، إضافة إلى ذلك، ترسل اليهم، بانتظام، إيمايلات مجانية تخبرهم فيها عن كمية الكهرباء المتبقية في الهاتف الخلوي في حال عدم استعماله. وهذا يسقط هما عن المسن.
يمكن استعمال التلفاز للاتصال
لقد تم تطوير خدمات المراقبة التي تعتمد على أن "المسن يستعمل التلفاز باستمرار، وهذا يمكن أن يكون آلية ملائمة لمراقبته"؛ حيث يمكن مراقبة الاستعمال اليومي من خلا ارسال بيانات متزامنة مع تشغيل التلفاز في منزل المسن إلى خادم السحابة. كما يمكن الحصول على تقرير بصحة المسن في أي يوم باستعمال شاشة التلفاز وكذا الحصول على متعامل المراقبة عبر الهاتف في حال عدم تشغيل التلفاز فترة من الزمن. توجد أيضا خدمات تقدم تقارير يومية حول استعمال الغاز، وذلك باستعمال الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر الشخصي عن بعد، إضافة إلى استيعاب أسلوب الحياة في كل يوم مثل وقت وجبات الطعام والحمام، الخ، فهذه الخدمات تعلم أفراد العائلة في حال عدم استخدام الغاز قبل يوم، فيعرفون بذلك التغير الذي حصل في عادات المسن. تراقب هذه الخدمات ما إذا كان أحد قد نسي أن يغلق الغاز وبالتالي يغلقه عبر الإنترنت من هاتفه، وهو ما يتيح التعامل مع الحالات الطارئة. كما هناك خدمة مراقبة تستعمل ''وعاء"(غلاية مربوطة بقارورة) موصولة بجهاز لاسلكي، فعندما يستعملها المسن يرسل ذلك الجهاز معلومات، عبر الانترنت، إلى هاتف أفراد العائلة الذين يعيشون بعيدا عنه، مع اشعارين يوميا لاطلاعهم بتوقيت استعمال الوعاء، كما هناك زر الخروج الذي بمجرد ضغطه يعرفون أن أحدا قد خرج أو عاد من التسوق أو من الجولة. اليابان هو بلد يتعلق مواطنوه بشرب الشاي، والكثير من المسنين يستعملون ذلك الوعاء، فهذه الفكرة ترتبط بعادات هذا البلد.
شاشة الهاتف الذكي عليها معلومات حول استعمال الوعاء، يعرض حالة استعماله (عندما يصب فيه الماء الساخن، عندما يتم تشغيله، عند خروج مستعمله، وعندما يعود إلى المنزل) كما يمكن أن تحصل على آخر المعلومات من الرابط (منظر من مؤسسة زوجيروشي)
توجد أيضا منتجات للمراقبة على شكل دببة محشوة يمكنها أن تراقب المسن، وتتصرف كالعائلة لتضمن لكل من يعيش منفردا حياة سعيد، ولا يشعر بالوحدة، كما تسمح له أن يتمتع بالتحاور حول حالة الطقس محليا والفصول. عندما يضغط المسن على الزر الموجود في يد ذلك الدب ويتكلم، فإن صوته يسجل ويرسل إلى أفراد عائلته عبر تطبيق خاص في الهاتف الذكي، فذلك الدب يمتلك وظيفة الرسائل الصوتية، التي تسمح للمستعمل من إرسال الرسائل وقراءة رسائل العائلة بمجرد الضغط على الزر الأيمن والأيسر.
الخدمات التي تستعمل آخر ما توصل إليه الذكاء الصناعي
كما توجد خدمات "التكنولوجيا التفاضلية الافتراضية في الاجهزة المنزلية'''، آخر ما توصل إليه الذماء الصناعي. "التكنولوجيا التفاضلية الافتراضية في الأجهزة المنزلية' هي تكنولوجيا تستوعب إستعمال كل جهاز منزلي في محل إقامة منفرد من وضع مراقب صغير على لوحة التوزيع في ذلك المنزل، لا حاجة لميزات اتصال خاصة لكل جهاز منزلي، ولا لكل مراقب انفرادي متصل، فجهاز واحد منها يمكنه جمع معلومات حول تفاصيل استعمال مكيف الهواء وآلة الغسيل والمسخن الخ، مما يسمح بمراقبة شاملة لجميع جوانب حياة المسن. تجمع المعلومات والقياسات في يومية يفصل فيها جميع نشاطات المسن اليومية، ويتم تأكيد تلك التفاصيل عبر منحنيات بيانية يتم عرضها في تطبيقات في الهاتف الخلوي لأفراد العائلة الذين يعيشون بعيدا عن المسن. يستلم أفراد العائلة تنبيهات في رسائل إلكترونية عن كل تغير غير عادي مثل المنظف الهوائي الذي لم يشغل عدة ساعات، أو مكيف الهواء الذي انطفأ في يوم ساخن في الصيف. كما يمكن طلب زيارة من طقم محترف قريب، وقد شاعت خدمة المراقبة اللطيفة التي تقلص اعتراضات من الجانب المراقب والتي لا تستعمل فيها كمرات الانترنت.
رغم أن الهواتف الخلوية والذكية أصبحت أكثر شيوعا وأكثر سهولة في الاستعمال وأقل تكلفة للتواصل على ما كانت عليه، لازال هناك العديد من الأشخاص الذين لا يقومون باتصالات عادة، كما أنه برغم أن الأشخاص يبقون على اتصال يومي، لا يمكنك أن تبقى متصلا على مدار 24 ساعة يوميا. وعليه يبدو أن في العصر الحالي، ستستمر في الانتشار خدمات المراقبة اللطيفة التي تكتشف أي تغير غير عادي يحصل للمسن.