تتغير الحياة المنزلية جذرياً إذا توفرت لكإمكانية تفعيل خدمات مختلفة بشكل بسيط عن طريق مكان وقوفك أو عن طريق الأوامر الصوتية. سوف يكون نمط الحياة المستقبلي هذا، الذي لم تتم مشاهدته سوى في الأفلام، أمراً حقيقياً وواقعياً عما قريب.

جعل الحياة اليومية أكثر راحة وعملية

    سوف يبدأ الاستيقاظ في منزل مستقبلي مع أشعة شمس مضيئة افتراضية تمرّ بين أوراق الشجر، مما يجعلك تشعر وكأنّك في منتجع. وستُعرَض المعلومات المتعلقة بالطقس وحركة المرور على السقف الواقع فوق سريرك. سوف تَعرِضمرآة الحمام عمليات وضع المكياج وتسريح الشعر وذلك على أساس ما كنت ترغبين فيه خلال ذلك اليوم، مثل حضور الاجتماعات أو الحفلات. يمكن استخدام هذه النتائج القائمة على عروض افتراضية في اختيار الملابس أيضاً، مما يسمح لك بالتحقق من مظهر فساتين مختلفة دون تغيير ملابسك في الواقع.

    ستكون أنظمة توصيل الخزانة الذكيّة إلى المنازل بمثابة ثورة بالنسبة لتوزيع السلع للمستهلكين. ستُسجَّل معلومات التسويق في أجهزة معينة، ومن خلال إيصال جهاز شخصي بالخزانة، ينفتح أمامك باب ذو حجم مناسب، وهو يحتوي على كل شيء تحتاج إليه، من الورد إلى البوظة(الأيس كريم) المخزونة تحت درجة حرارة ملائمة.

خزانة ذكية قابلة للفتح من الداخل والخارج على حد سواء. تُظهِر الأبواب درجةَ حرارة كل مقصورة. باناسونيك - Panasonic

    كما ستجعل منازل المستقبل حمايتكم من الجرائمأكثر سهولة. لن تكون المفاتيح ضرورية، حيث تكفي الكاميرا ونظام التعرف على الوجه بفتح الباب وإغلاقه. عند دخولك إلى البيت، يقوم مكيف الهواء المزوَّد بميزة الاستشعار الفيروسي بإزالة حبوب اللقاح والجسيمات الضارة. حسب التقديرات، سيكون من الممكن القضاء على فيروس الإنفلونزا في يوم ما.

تسهيل الرعاية الصحية

    المطابخ والأجهزة المنزلية بصدد التطور أيضاً. سوف تُزوَّد الخزانة الذكية بأنظمة تبريد، وتعرض تواريخ انتهاء الصلاحية وطرق إعداد المواد الغذائية الموجودة بداخلها. ستكون الأطباق الموصى بها، ومعلومات التقديممتاحة في لمحة بصر. ستردّ الخزانة الذكية على الاستفسارات الصوتية عن طريق إصدار الرسائل الصوتية بشكل مناسب. ويُجهَّز المطبخ بأنظمة زراعة النباتات بواسطة أضواء اصطناعية،وبذلك يوفر الخضروات الطازجة والصحية.

    يتم عرض المعلومات عن كميات المكونات والوصفات واقتراحات التقديم على طاولةالمطبخ. إذا طلبت"الشاي لشخصين"، فسوف تُسكَب الكمية المناسبة من الماء في الغلاية، ثم تُسخّن إلى درجة حرارة ملائمة. سوف يكون العمل في المطبخ أسهل بكثير بفضل توفر هذا النوع من التحكم الصوتي.

    ستفتح ستائر غرفة الجلوس وتُغلَق وفقاً للضوء الموجود في الخارج،كما تُنظَّم أجهزة الإضاءة بشكل تلقائي أيضاً. إذا وضعت أي شيء فوق الطاولة، فسوف يُضاء. لن تتحول شاشة الحائط إلى جهاز تلفزيون فحسب، بل ستعرض أيضاً الكتب أو أشرطة الفيديو والصور المحفوظة على أحد الأجهزة.

    سيتمكن الناس من التحقق من حالتهم الصحية بشكل يومي، في كلّ من غرفة النوم والحمام. عندما تقف أمام مرآة حمامك، فإنها ستقيسمعدل نبضات قلبك وضغط دمك. وعندما تذهب إلى الفراش، فإن غرفة النوم ستستخدم راداراً في منتهى الدقة لحساب معدل نبضات قلبك وتواتر تنفسك وعمق نومك، دون لمسك بأي شكل من الأشكال،وذلك من أجل مراقبة جودة نومك. سوف يصبح استيعاب حالة صحتك العامة أمراً سهلاً من خلال جمع هذه البيانات بشكل مستمر.

    يبدو من المرجح، أنه سيتم توفير الطاقة اللازمة لتشغيل مثل هذه الأنظمة ودوامها عبر الهيدروجين الذي تنفرد به البنية التحتية لمنازل المستقبل. يتم توليد الهيدروجين من خلال أشعة الشمس والمياه في البنية التحتية السالفة الذكر، كما تُحفَظ من أجل استخدامها المستقبلي. ويمكن أيضا توقع صمودالمنازل الحديثة على نحوٍ أفضل ضد الكوارث الطبيعية. في حالة وقوع زلزال مثلاً، سوف يعطيمنزلك تقريراً عن الأضرار أو يؤكّدسلامة أفراد الأسرة الغائبين. خلال الأوقات العادية، سيقوم نظام الإدارة البيئية بتوفير معلومات حول العناصر غير المرئية مثل جودة الهواء الموجود في الغرفة.

الهواتف الذكية من أجل التحكّم في كل شيء

    تتقدم التكنولوجيا أيضاً عندما يتعلق الأمر بالترفيه. وتزداد الإقامات المستقبلية شهرة وتوسعاً،كما أصبحت الفنادق تستخدم ما يسمى "إنترنت الأشياء"علىنحوٍملائم لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.
    يحصل الضيوف على هاتف ذكي خاص أثناء تسجيل دخولهم الإقامة، الذي يتيح لهم الدخولإلى غرفهم والتحكم في الإضاءة والتلفزيون وتنقية الهواء والستائر. تختلف الإضاءة على أساس ما إذا كان الشخص المقيم يرغب في العمل أو الاستراحة. ويمكن اختيار لون الإضاءة من بين 16 مليون لون مختلف، في الوقت الذي يمكن فيه ضبط لمعان الإنارة بتفصيل أيضاً. يمكن ضبط غرفة النوم أثناء الليل إلى الوضع الليلي، الذي يخفف الإضاءة، ويغلق الستائر، ويحدد طريقة تكييف الهواء وفقاً لذلك.
    عادة ما يكون الشخص المقيم في حاجة إلى تشغيل كل جهاز على حدة، غير أنه في هذه الحالة، يكفي هاتف ذكي واحد للتحكم في جميع العمليات. إذا حدّدت الوقت الذي ترغب في الاستيقاظ فيه بشكل مسبق، فستفتح الستائر وسيتم تشغيل التلفزيون تلقائياً.

    من الشائع والمعتاد أن يتم تشغيل أضواء الإنارة وارتفاع مقعد المرحاض تلقائياً عند دخول حمام حديث. يمكن ضبط درجة حرارة المقعد ومياه المرحاض، وبعد إستعماله، يغلق الغطاء وتُدفَع المياه بشكل تلقائي. وتنطفئ الأضواء مرة أخرى عند إغلاق الباب. لا شيء مما ذكر يعد شيئاً عجيباً أو استثنائياً بالنسبة لمعظم الناس حالياً. وسوف تشهد الحياة اليومية في بقية المنازل اليابانية في المستقبل تحسناً ملحوظاً مماثلاً من حيث الراحة المنزلية.

    وسيتم تقاسم المعلومات بين الأجهزة المنزلية والمنزل ذاته بفضل أحدث التقنيات، مما يجعل الحياة أسهل على عدة مستويات. سيقوم الأشخاص، إلى جانب الأشياء، بتبادل المعلومات والتواصل من أجل جعل الحياة أكثر أمناً وأماناً على حد سواء. لقد حان وقت ربط أحدث التكنولوجيا بالبشر والأشياء لتقديم نمط حياة أكثر ملاءمة.