يمتد سيتونايكاي (البحر الداخلي سيتو) بين راحتي شرق هانسو وشيكوكو حتى الجنوب. ويطلق أيضًا على سيتونايكاي "البحر الأبيض المتوسط" باليابان نظرًا لطقسه الدافئ ووفرة المأكولات البحرية والمناظر الخلابة. تقع كوراشيكي في محافظة أوكاياما وهي بقعة سياحية شهيرة مواجهة لسيتونايكاي، وتعد تحديدًا مدينة "كوراشيكي بيكان بالمنطقة التاريخية" ببيوت تجارها القديمة بقعة سياحية جميلة تم الحفاظ عليها بعناية.

تمتع بجولة مذهلة في القارب النهري

كان عصر الإيدو (1868-1603) عندما حكم "شوغونات أو إقطاع الإيدو" الحكومة المركزية وهي حكومة ساموراي عسكرية أنشأها الساموراي اياسو توكوغاوا والذي اصبح شوغون "القائد الأعلى للقوات المسلحة في اليابان" فيما بعد. فدام عصر الأيدو لما يقرب من 300 عام، بالإضافة إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة حكومة الإيدو كان هناك ما يقرب من 300 ولاية صغيرة يحكمها مجموعة مختلفة من الإقطاعيين. وفي ظل ذلك كانت كوراشيكي تقع في منطقة بعيدة عن الإيدو (معروفة الآن باسم طوكيو)، والتي اصبحت تحت السيطرة المباشرة لشوغون الإيدو في 1642. والسبب المرجح أن حاكم المنطقة المجاورة لكوراشيكي هزم في معركة مع شيكيغاهارا (1600) – في الحرب التي قسمت اليابان وأثبتت ترسيخ حكم اياسو توكوغاوا.

شهدت هذه الفترة نهاية سنوات عديدة من الحرب الأهلية وأصبحت حقبة السلام والتنمية الاقتصادية. وفي ذلك العصر، كانت كوراشيكي بقعة وسيطة لنقل البضائع المتجهة إلى المدن الكبيرة بالسفن مثل أوساكا وغيرها أي ما نسميه اليوم "منطقة ضريبية خاصة". وكانت الضرائب المستحقة حينها حوالي 70% من تلك المناطق المجاورة ونتيجة لذلك انتقل العديد من التجار إلى كوراشيكي مما ساهم في ازدهار المدينة تدريجيًا.

كان نهر كوراشيكي المتدفق عبر وسط مدينة كوراشيكي بيكان التاريخية متصلًا بالبحر وسفن الشحن التي كان تمر ذهابًا وإيابَا. وبعد بناء سد في عام 1959 تحول النهر إلى مياه عذبة حيث تسبح الآن أسماك الشبوط الملونة والبجع.
وحتى الآن يمكنك الاستمتاع بتجربة ما كان عليه النقل النهري. خذ وقتك في الاستمتاع بجولة هادئة في نهر كوراشيكي على متن قارب صغير يقوده بحار. ويمكنك عند النظر إلى ضفة النهر من موقع منخفض الاستمتاع بمناظر مختلفة عن تلك التي تراها عند التنزه على امتداد النهر.

فلتنظر إلى قصور التجار الأثرياء

يوجد بعض الأماكن التي يمكنك التجول بها داخل المنازل القديمة للتجار. حيث هناك عدد من المساكن يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الثامن عشر والتي تعود إلى عائلات التجار المتفوقين، وهي مفتوحة للجمهور.
واحدة من هذه العائلات هي عشيرة اوهاشي وهي عشيرة تعود أصولها إلى الساموراي وانتقلت إلى كوراشيكي في 1705 حيث صنعوا ثروتهم في تطوير أحواض الملح والاراضي الزراعية والخدمات المالية إلخ، واستمروا في استخدامه كمسكن لهم حتى عام 1930 ولكن من المرجح أن يكون عاد إلى الولاية في حوالي عام 1850 وهو مفتوح للجمهور الآن.

كانت قبيلة أوهارا نشطة كواحدة من العائلات المؤثرة في كوراشيكي في عصر الإيدو وفي العصر الذي تلاه من عام 1868 عندما بدأت اليابان في التطور. افتتح السكان الرسميين لقبيلة أوهارا المسكن للعامة في أبريل/ نيسان 2018 باسم "كاتاراي زا أوهارا هونتي" (المعروف بالإنجليزية باسم منزل أوهارا كاتليزر)، ويربط هذا الاسم المصطلح الياباني كاتارو بمعنى "التحدث" ومصطلح "محفز" في الإنجليزية، أي أنه من المرتقب أن تكون زيارة هذا المسكن الذي يمثل الطبيعة المتطورة والصفات المميزة لعصره، بمثابة الحافز لإثارة الجدل حول الحياة اليومية الحديثة والمستقبل.

يقابل منزل أوهارا على الضفة الأخرى من نهر كوراشيكي "متحف أوهارا للفنون" – وهو أول متحف فني غربي خاص باليابان، تم بناؤه على الطراز المعماري اليوناني، حيث كان ماغوسابورو أوهارا وهو تاجر صنع ثروته من تجارة الغزل ، راعي لتوراجيرو كوجيما وهو رسام للفن الغربي. عند زيارته لأوروبا طلب كوجيما من أوهارا السماح له باطلاع شباب اليابان على الفن الغربي الحقيقي. ثم جمع مجموعة كبيرة من اللوحات وأسس متحف أوهارا للفنون في عام 1930 لعرض هذه المجموعة بالإضافة إلى "البشارة" التي رسمها ال جريكو واللوحات الغربية لفنانين آخرين مثل مونيه وبيكاسو. ويعد المتحف أيضًا موطنًا لروائع شملت الأعمال الفنية الشرقية والفن المعاصر.

أطباق شهيرة ابتكرت من الحكم الشائعة

يمكنك الاستمتاع بوجبات طعام بنكهة عصر الإيدو في بعض المطاعم. حيث كانت ماليات الشوغون والمقاطعات الأصغر محدودة نوعًا ما في نهاية القرن السابع عشر فصاعدًا. وأصدر الإقطاعيون المحليون عادة تشريعات تحظر الكماليات وتشجع الناس على أن الاقتصاد في ملابسهم وعاداتهم الغذائية، ومع ذلك تمتع العامة بالكماليات في السر حتى لا يتم اكتشافها من قبل الساموراي وتخصص هذا النوع من المطاعم في "كائيشي (المقلوب) سوشي" – ويعد إعادة صياغة حديثة لطبق من ذلك العصر. حيث للوهلة الأولى يبدو أن الطبق مثل السوشي البسيط مع شرائح رقيقة من البيض المطبوخ في الأعلى. ولكن إذا قمت بإدارة الصندوق وفتح الغطاء ستظهر تشكيلة فاخرة من سوشي البحريات التي تم اصطيادها من المياه المحلية.

كذلك يمكنك صنع وأكل طبق الحلو الخاص بك والذي يشبه الكريب في متجر الحلويات هذا ذو الطراز الياباني القديم والذي انشأ في 1877. ويتخصص هذا المتجر في مورا سوزومي (تعني سرب من العصافير).

استمتع بالمزيد في كوراشيكي

هناك أيضًا دليل متطوع لإخبارك بجميع المعلومات التي قد تحتاج للاطلاع عليها. مثال سيخبرونك عن تسوميرينغي (الصنوبر الياباني الصخري أو اوروستاكيس جابونيكا) الذي ينمو على الأسطح وهو نبات نادر وصنف على أنه من الأنواع المهددة بالانقراض.
وبداية من 4 أبريل/ نيسان 2019 سيتوفر مرشدين يتحدثون الإنجليزية يوميًا. عليك تجربة ذلك.

　

علاوة على ذلك تختلف كذلك كوراشيكي في المساء عن الصباح حيث أضاءها مصمم الاضاءة الياباني المعروف الذي اضاف الإضاءة لكل المنطقة التاريخية كوراشيكي بيكان. وتغلق الكثير من المرافق في الخامسة مساءً. بينما يبقى الكثير من المطاعم مفتوحة حيث يمكنك الاستمتاع بنزهة عبر الشوارع المضاءة ويحيطها السكون..