موقع اليابان > توجهات اليابان > الموضة والتصميم > تصميمات مبهرة فوق طبق الطعام: كازاريغيري، فن تقطيع الطعام بشكل جميل


تصميمات مبهرة فوق طبق الطعام: كازاريغيري، فن تقطيع الطعام بشكل جميل

خضروات مقطعة بأشكال تجميلية متعددة (معهد تسوجي للطهي)

تم إدراج "النظام الغذائي التقليدي بالثقافة اليابانية، أو ما يعرف بواشوكو "، في قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني الغير ملموس في ديسمبر/ كانون الأول عام 2013. وأحد خصائص الواشوكو المميزة، هي القيمة الكامنة في التنسيق بين تقنيات التقديم والأطباق، أو ما يطلق عليه "متعة مشاهدة الطعام". وتلعب التقنيات المسماة كازاريغيري ("التقطيع التجميلي")، دورًا هامًا في تقديم الواشوكو.

يمكن تطبيق كازاريغيري على كامابوكو، أو عجينة السمك المبهرة والمطهية بالبخار، بطرق عدة بحسب إبداع الفرد (شركة كيبون فودز)

التعبير عن الموسم من خلال التقطيع والتلوين

يفترض من الطعام أن يثير متعة على اللسان، بالتوازي مع الحواس الخمسة كاملة. فحين يتم تذوق الطعام، لا يمكن للمرء التحدث عنه من دون اعتبار الرائحة والمظهر.
ويعبر الواشوكو، بشكل خاص، عن الإحساس بكل موسم من خلال آنية التقديم واستخدام تقنيات تقطيع وتلوين للطعام لخلق منظر جذاب على الطبق.

تقديم الطعام لخلق منظر على الطبق (معهد تسوجي للطهي)

مزيج من طعام الخريف. الزهور البيضاء بالوسط هي كازاريغيري مصنوع من الفجل (معهد تسوجي للطهي)

هناك طرق مختلفة لتنويع زينات الطعام، مثل إضافة خضروات باهتة الألوان لتبدو كما أوراق براعم الكرز في الربيع أو أوراق الشجر الملونة في الخريف. وتسمى مثل تلك الإضافات أشيراي، أو عناصر مصاحبة، يمكن اعتبارها تقنيات مبتكرة لا تظهر عادة في أكلات البلاد الأخرى، وحتى الأزهار والنباتات الغير صالحة للتناول، عادة ما تستخدم لإضافة مظهر بصري فقط.
ويطلق على تلك التقنيات الضرورية لمثل تلك الزينات، والتي تجمل الطعام مثل الخضروات أو أوراق التزيين، كازاريغيري. وكمثال، يمكن استخدام اليقطين لعمل أوراق حيوية، والجزر قد يمثل براعم أزهار البرقوق أو الكرز في الربيع، وجذور اللوتس قد تمثل الشتاء كما لو كانت حبيبات الثلج، وكل تلك الطرق لعمل لمسات موسمية تضاف إلى مائدة الطعام بواسطة الكازاريغيري. كما يمكن تصوير أشكال للطيور الجميلة مثل الطاووس.

أوراق شجر معدة من اليقطين (معهد تسوجي للطهي)

Plum blossom made of carrot (left) and cherry blossom (back right) and petals with carved tips(Tsuji Culinary Institute)

براعم أزهار البرقوق المصنوعة من الجزر (اليسار) وبراعم أزهار الكرز (على اليمين بالخلف) وأوراق مدببة الأطراف (معهد تسوجي للطهي)

جذور اللوتس كحبيبات الثلج (اليسار) ومشكلة لتناسب ثقوبها شكل الزهرة (معهد تسوجي للطهي)

قطع الكامابوكو تمثل طاووس فاردًا ريشه فوق طبق من السوشي (شركة كيبون فودز)

التعبير عن الأمنيات

عادة ما تعبر الثقافة اليابانية عن الأمنيات أو اللعب بالأشياء، ويسري نفس الشيء على الطعام. على سبيل المثال، تستخدم الخضروات أو الأوراق لتصوير رموز لطول العمر مثل السلحفاة أو إبر أشجار الصنوبر، طيور الكركي، المراوح المفتوحة (المفرودة للنهاية، لتعني مستقبل أكثر ازدهارا)، أو ألوان تدعو للحظ مثل الأحمر والأبيض.
تسمى الزينة التي تأخذ شكل أوراق الشجر هاران (الأوراق البراقة التي تستخدم بشكل شائع لزينة الطعام) مع سكين لتشبه السلحفاة، طيور الكركي، أو جبل فوجي، وبالرغم من أنها لا يمكن تناولها، إلا أنها حين تنفذ تشير إلى مهارة الطاهي. وعادة ما يتم استخدام مثل تلك التنسيقات باستخدام كازاريغيري في الوجبات الاحتفالية مثل حفلات الزواج، أو في وجبة الأوسيتشي للاحتفال ببداية السنة الجديدة، وتضفي على كل طبق، زينة ذات فألٍ حسن.

ألوان الأحمر والأبيض الجالبة للحظ والمعدة من الجزر والفجل، ويمثل الشكل "عقدة الارتباط" (معهد تسوجي للطهي)

هاران كازاريغيري كرموز جالبة للحظ الجيد (طيور الكركي، سلحفاة، جبل فوجي إلخ) (الصورة مهداة من ميجيروداي شينياسوشي)

مراوح من الفجل (اليسار- معهد تسوجي للطهي)، مصممة لتبدو كما لو كانت مراوح حقيقية مغلقة (الوسط) ومفتوحة بشكل بسيط (اليمين)

من السهل الافتتان بجاذبية منظر الكازاريغيري، ولكنها في الواقع تقنيات تستخدم مكونات طعم. حيث يؤدي التقطيع إلى شرائح رقيقة أو الحفر داخل المكونات إلى امتصاص أفضل للمذاق عن التقطيع العادي، حيث تمتص القطع الكبيرة كمية أقل من النكهات كلما كانت تلك النكهات خفيفة ورقيقة، مما يوضح بشكل آخر ارتباط الكازاريغيري بالمطبخ الياباني.

حبة قلقاس تماثل شكل زهرة أقحوان مستديرة (اليسار- معهد تسوجي للطهي) وتسمح بوضوح النكهة أكثر في تعرجاتها. الصورة إلى اليمين تصور براعم حقيقية لزهور الأقحوان، كأحد الزهور الخريفية.

بتقطيع حبة الفجل طوليًا وبشكل متقاطع، يمكن جعلها تبدو كما أزهار الأقحوان المتفتحة (اليسار- معهد تسوجي للطهي). يتم وضع قطعة صغيرة من الفلفل بالوسط. توضح الصورة على اليمين زهرة أقحوان حقيقية.

ثمار يوزو (نوع من اليوسفي الياباني)، مفرغة ببراعة ومزينة بكازاريغيري (على اليسار- معهد تسوجي للطهي) وطبق مزين بتلك الثمار. وتوضح الأسماك المشوية نفس تقنية الكازاريغيري.

Dish with thinly sliced and tied yuzu (Tsuji Culinary Institute)

طبق محضر بثمار اليوزو، مقطعة لشرائح رقيقة ومربوطة معًا (معهد تسوجي للطهي)

لمسات سحرية على وجبات علب الطعام

يبدو الكازاريغيري صعبًا، ولكن بعض التقنيات البسيطة يمكن تنفيذها بالمنزل أيضًا. من المؤكد أنه ببعض المجهود الإضافي، ستكون تلك الزينة سببًا في سعادة الطفل حين يفتح علبة طعامه.

Dish with thinly sliced and tied yuzu (Tsuji Culinary Institute)

بعد تقطيع قطع كامابوكو لعمل الأذن، يمكن إضافة بعض الطحالب والسمسم لعمل باندا داخل علبة الطعام (شركة كيبون فودز)

عينة من الكازاريغيري التي يمكن تجربتها بالمنزل

كيفية عمل "براعم أزهار البرقوق"

①~⑦ (معهد تسوجي للطهي)

كازاريغيري من الجزر، يمكن التنويع بحرية بينها عن طريق زيادة عدد وريقات الزهرة مثلًا

استخدم الواشوكو، تقنيات الكازايغيري لخلق زينة تعكس الفصول والاحتفالات على مستوى المذاق كما على مستوى المنظر، اعتمادا على تقاليد إمتاع متناول الطعام. وبعد الاستمتاع بجمال التنسيقات، يمكنك التمتع بالمطبخ الياباني من منظور المغزى والرسالة من زينة الكازاريغيري ودقة التنسيق بينها وبين المذاق بالمثل.