موقع اليابان > توجهات اليابان > الموضة والتصميم > سحر إشعاع الورقة الذهبية باللون الأحمر ذات السمك المُقدر بجزء من الألف للمليميتر


سحر إشعاع الورقة الذهبية باللون الأحمر ذات السمك المُقدر بجزء من الألف للمليميتر

صناديق صغيرة مزخرفة بالورقة الذهبية (يملكها متحف الورقة الذهبية كانازاوا ياسو)

صناديق صغيرة مزخرفة بالورقة الذهبية (يملكها متحف الورقة الذهبية كانازاوا ياسو)

    يعد الذهب رمزا للازدهار في كل زمان ومكان؛ وذلط يعود إلى نذرته وجماله.
    الورقة الذهبية، التي تطلق عليها تسمية كينباكو باللغة اليابانية، هي من صنع يدوي، وهي تحمل سحر الذهب حتى في عصر اليابان هذا بشكلها الأنيق ورفيع الصنع. تُصنع الورقة الذهبية بمزج الذهب مع كميات ضئيلة من الفضة والنحاس ثم تسطيح المزيج إلى أقصاه.
    يتمّ تزيين البنايات والغرف بالورقة الذهبية، وكذا سطوح التحف، والأواني، وأدوات الكتابة وأشياء أخرى. وقد أصبحت، مؤخرا، تستخدم حتى في منتجات الجمال.

تقنيات حرفية تمكن من الوصول إلى منتهى الرقة الرفيعة

    
    تُصنع أغلب الأوراق الذهبية اليابانية في مدينة "كانازاوا"، مقاطعة "إشيكاوا"، الواقعة في وسط اليابان. يعود تاريخ إنتاج الورقة الذهبية في "كانازاوا" إلى سنة 1593.
    يقدر سمك الورقة بحوالي جزء من الألف للمليميتر، فعندما ترفعها لتقابل أشعة الشمس تصدر بريقا أزرقا ساحرا. رقة هذه الورقة هي نتاج تقاليد الصناعة المدهشة التي اكتسبها الحرفيون؛ فحوالي 60 حرفي يمارسون هذه الصناعة حاليا في "كانازاوا".
    تبدأ عملية انتاج الورقة الذهبية بإدخال أوراق الذهب الخالص التي تسمى جيغان في موقد درجة حرارته 1300 مئوية. وحتى تسهل عملية تسطيح الذهب بعناية، لا بد من إضافة كميات صغيرة من الفضة والنحاس ومزجها مع الذهب في درجة حرارة عالية للحصول على خليط من المعادن. وفي هذه المرحلة، نلاحظ تغيرا طفيفا في لون الورقة الذهبية بسبب كمية الفضة والنحاس المضافتين، ويتم احترام معيار اللون بالحرص على أن تكون النسب على النحو التالي : 94.438% ذهبا و4.901% فضة و0.661% نحاسا.

بعد مزج المعادن والحصول على الخليط الساخن في الموقد، يُنقل إلى قالب؛ حيث يتم تسطيحه إلى وريقة سمكها حوالي عشرين جزءا من المليميتر قبل أن تخضع هذه الأخيرة إلى تسطيح أكبر بعملية زوموتشي وهاكوتشي (الصورة التي قدمتها شركة إشيكاوا في مقاطعة هاكو لتجارة الورقة وتعاونية الصناعة)


     هذا المزيج يتم جعله بواسطة آلة، على شكل حزام سمكه حوالي عشرين جزءا من المليميتر، كما يتم قصه بعناية إلى مربع طوله حوالي خمسة سنتيميتر. يتم تغليف كل قطعة من ذلك المزيج بالواشي (وهو ورق ليفي ياباني) ثم ترص بعضها فوق بعض إلى علو يصل إلى حوالي عشر سنتيميترات وتربط شريط من الجلد. يقوم الحرفي، بعد ذلك، بتمديد تلك الحزمة بهدوء شيئا فشيئا ويكرر في كل مرة تطبيق الضغط من الأعلى بواسطة الآلة.
    تسمى العملية التي يتم فيها تسطيح المزيج أولا إلى حوالي ألف جزء من المليميتر زوميوتش، أما العملية التي يقلص فيها إلى عشرة آلاف جزء من المليميتر فتسمى هاكوتشي.
    تحتوي الآلة المستعملة في العملية النهائية هاكوتشي على عمود معدني يتحرك من الأعلى إلى الأسفل 700 مرة في الدقيقة. تقوم نهاية العمود من الأسفل بإنشاء ضغط على الحزمة من الأعلى مما يؤدي إلى تسطيحها.

القيام بهاكوتشي عن طريق الآلة (ذهب صاكودا وحرفة الورقة الفضية)

القيام بهاكوتشي عن طريق الآلة (ذهب صاكودا وحرفة الورقة الفضية)

ورقة الهاكوتشي تحدد نوعية الورقة الذهبية

    من أجل تسطيح الورقة الذهبية بالسمك نفسه، يقوم الحرفي بتحريك الحزمة بهدوء مع كل ضربة من ذلك العمود.
    إن ورق الهاكوتشي الذي يغلف الورقة الذهبية يمتلك أهمية بالغة، وهو عبارة عن النسخة المحسنة من الصناعة اليدوية لواشي في مقاطعة هويغو، ونوعية هذا الورق هي التي تحدد نوعية الورقة الذهبية.
    هذا الورق يُصنع بعناية من طرف حرفي، الصناعة اليدوية واشي هي عملية الغمر في محلول يسمى أكوجيرو ، مصنوع من الرماد المجفف لنبات الأرز وسيقانه والممزوج بحمض البرسيمون الناتج من عصر البرسيمون والبيض، والذي ينفذ إلى داخل الواشي. بعد غمره في هذا المحلول، يتم تسطيح الواشي بشدة بواسطة مرقاق العجين، ثم يُجفف ورقة بعد ورقة. بعد ذلك، يتم وضع الواشي في حزم من المقاس المناسب وتضغط بواسطة آلة لجعل سطحها متين وناعم.

غمر كل ورقة الواشي في أكوجيرو (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد والورقة الذهبية بكانازاوا)

غمر كل ورقة الواشي في أكوجيرو (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد والورقة الذهبية بكانازاوا)

أكوجيرو الذي يحتوي على حمض البرسيمون والبيض (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد

أكوجيرو الذي يحتوي على حمض البرسيمون والبيض (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد


باستعمال مرقاق العجين خارج أكوجيرو من الواشي المغمور (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد والورقة الذهبية بكانازاوا)

باستعمال مرقاق العجين خارج أكوجيرو من الواشي المغمور (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد والورقة الذهبية بكانازاوا)

بعد غمر الواشي جيدا  في محلول أكوجيرو يصبح ورق الهاكوتشي متينا وناعما (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد والورقة الذهبية بكانازاوا)

بعد غمر الواشي جيدا في محلول أكوجيرو يصبح ورق الهاكوتشي متينا وناعما (الصورة قدمتها شركة الحفاظ على الفنون والتقاليد والورقة الذهبية بكانازاوا)


ورق الهاكوتشي المستعمل في تغليف الورقة الذهبية. قطع بشكل مربعات صغيرة من الورقة الذهبية في الأعلى (الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

ورق الهاكوتشي المستعمل في تغليف الورقة الذهبية. قطع بشكل مربعات صغيرة من الورقة الذهبية في الأعلى (الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

    يتم تكرار العمليات المذكورة أعلاه من خمس إلى ست مرات قبل الحصول على المنتج النهائي.
    رغم نعومة سطح الورقة، إلا أنه متين إلى درجة أنه يمكن ضربه عدة مرات دون أن يتقطع. هذه النعومة هي التي تمكن من تسطيح الورقة الذهبية. يتم تحويل ورق الهاكوتشي الذي يتم استعماله إلى ورق يمتص الزيوت ليستعمل في ضبط مواد التجميل التي تعرض للبيع. بفضل قدرتها العالية على الامتصاص، تقوم هذه الورقة برفع العرق والزيت عن الوجه بفعالية.

ضبط قياس أوراق الورقة الذهبية (الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

ضبط قياس أوراق الورقة الذهبية (الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

نقل الورقة الذهبية إلى أوراق مختلفة من أجل تحميلها (الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

نقل الورقة الذهبية إلى أوراق مختلفة من أجل تحميلها (الورقة الذهبية والفضية صاكودا)


عدد كبير من التطبيقات

    جميع حزم الورقة الذهبية الجاهزة للشحن لها شكل مربع، هناك أربع قياسات، قياس 10.9 مم وقياس 12.7 مم وقياس 15.9 مم وقياس 21.2 مم. يكون القياس المناسب حسب الغرض المُراد تزيينه.
    تم إلصاق الورقة الذهبية باستعمال ذهان ومودا لاصقة مشابها، ويمكن سمكها الرفيع من إلصاقها على سطح مستو أو غير مستو، كما يمكن استعمالها مع مواد مختلفة مثل السيراميك والزجاج.
    تحتوي بعض الشاشات التي تستعمل في تقسيم الغرف أو تزيينها على الورقة الذهبية ذات قياس غير منتظم ليصدر سطحها بريقا، وقد استُعملت تلك ''الشاشات المذهبة'' للرسم عليها منذ العصور القديمة

لوحة رسم مذهبة تعرض ''مناظر لمدينة كيوطو

لوحة رسم مذهبة تعرض ''مناظر لمدينة كيوطو " (القرن 17 متحف الورقة الذهبية كانازاوا ياسوي)

    تستعمل الورقة الذهبية، التي غالبا ما تثير اشراقا، في التزيين، فترسل سحرا، وهي تعتبر رمزا للحظ الجيد في اليابان وفي بلدان اخرى مثل البومة أو "مانكي نيكو" (القطط التي تحيي) التي ترفع رجلها الايمن لتجلب الحظ الحسن أو الزبائن. وهذا يشكل تذكار مشهور للسواح الأجانب الذين يزرون كانازاوا.

مانكي نيكو  (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

مانكي نيكو (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

وم التزيين (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

وم التزيين (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)


    لا تستعمل الورقة الذهبية فقط للأغراض الفنية والتجميلية، وإنما في الأواني مثل الحاويات والصينيات والصحون. يتم إحضار الأواني المزينة بالورقة الذهبية في المناسبات الخاصة التي يحتفل فيها بصحة العائلة وحظها الحسن. كما تستعمل هذه الورقة في تزيين أدوات الكتابة والصناديق الصغيرة التي توضع فيها الملحقات.

كأس شرب من الخزف كوتاني (حرف الورقة الذهبية طاجيما)

كأس شرب من الخزف كوتاني (حرف الورقة الذهبية طاجيما)

إناء بشكل القرع (حرف الورقة الذهبية طاجيما)

إناء بشكل القرع (حرف الورقة الذهبية طاجيما)

صحون من الحلويات التقليدية اليابانية (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

صحون من الحلويات التقليدية اليابانية (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

صينية (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)

صينية (حرف الورقة الذهبية والفضية صاكودا)


    ي الفترة الأخيرة، ظهرت في السوق بعض منتجات التجميل التي تحتوي على الورقة الذهبية مثل مستحضر الجلد الذي يحتوي على هذه الورقة في شكل مسحوق، ويُقال أنها مفيدة لجمال مستعملها.
    تمنح المخازن المنتجة للورقة الذهبية في مدينة كانازاوا تجربة لصقها في عيدان الأكل أو الحاويات، وذلك بثمن معقول. وقد شاع هذا بين السواح كطريقة رائعة لعيش تجربة سحر الورقة الذهبية لأول مرة.
    في كانازاوا، يذوب سحر الورقة الذهبية طبيعيا مع جمال المدينة ومع جمال الحياة هناك كل يوم حتى اليوم، فيمنح الناس حياة يومية دافئة وأنيقة.