موقع اليابان > توجهات اليابان > الثقافة الشعبية > "السمكة الذهبية" الفاتنة والمحبوبة منذ زمن طويل
اليابانيون يحبون السمكة الذهبية.
هل لأنها صغيرة ولطيفة؟
هل بسبب ألوانها الرائعة كالأحمر والأبيض والذهبي والأسود؟
هل لأنها قوية فيمكن تربيتها كحيوان أليف دون عناء كبير؟
لأسباب مختلفة، يحب اليابانيون السمكة الذهبية.
قبل ٥٠٠ عام، انتشرت السمكة الذهبية بين عامة الناس على مدى مئات السنين
يقال إن السمكة الذهبية جاءت إلى اليابان قبل ٥٠٠ عام تقريبا.
يبدو أن السمكة الذهبية التي تم إنتاجها عن طريق تحسين سلالة الهيبونا، وهو سمك الكاراسيوس الأحمر، في الصين تم جلبها إلى منطقتي كانساي وكيوشو في اليابان في أوائل القرن السادس عشر.
ثم لفترة طويلة، كان هذا السمك شيئا فاخرا لا يقتنيه إلا التجار الأستراليين أو الدايميو (الحاكم الإقطاعي).
يُعتقد أن اللون الأحمر للسمك الذهبي يبعد الشر واللون الذهبي يعني وفرة المال، فأصبح السمك الذهبي تميمة يتفاءل بها الناس.
خلال القرن الثامن عشر وصل انتشار السمكة الذهبية ذروته وقام العديد من الناس بتربية هذه السمكة. وأصبح في الإمكان تربيتها بكميات كبيرة وانتشرت بذلك بين عامة الناس.
يقال إن نشر أول كتاب عن تربية السمكة الذهبية في اليابان، "كينغيو سوداتيغوسا"، ساعد على انتشارها.
هناك لوحات أوكيو متبقية مرسوم عليها أناس يربون السمك الذهبي، وتجار يسيرون ومعهم أحواض خشبية بها ماء يسبح به السمك الذهبي للبيع. وكما نفهم أيضاً من هذه اللوحات أن السمك الذهبي كان يُرى من الأعلى. بعد انتشار الأحواض الزجاجية أصبح يُرى من الجانب، ولكن في زمن تلك اللوحات كان السمك يُربى في البرك والأحواض، لذلك كانت رؤيته ممكنة فقط من الأعلى. فكانت أنواع السمك الذهبي التي ليس لديها زعانف خلفية مثل السمك الذهبي رانتشو الياباني والإيدونيشيكي محبوبة لما لها من أنماط جميلة على الظهر. وكانت أيضا الأنواع التي لديها زعنفة ذيل مفتوحة جهة اليمين واليسار محبوبة لأنها كانت تبدو جميلة عندما تراها من الأعلى.
ترك أوتاغاوا كونييوشي، وهو رسام لوحات أوكيو، في النصف الثاني من عصر إيدو الكثير من الرسومات التي تشخص السمك الذهبي ليعبر عن عادات العامة بشكل هزلي. تصور رسومه عالما غريبا فيه يُستبدل الأشخاص بالسمك الذهبي فتجد مثلا أسماك ذهبية تروي قصصا مخيفة فيظهر أمامهم قط أو سمكة ذهبية تنفخ فقاعات الصابون.
أسماك ذهبية فاتنة نشأت عن طريق تحسين السلالة أو الطفرة
هناك أنواع كثيرة من السمك الذهبي وهي نشأت عن طريق التزاوج وتحسين السلالة بين أنواع مختلفة أو حدوث طفرة مفاجئة.
في عصر ميجي (١٨٦٨-١٩١٢)، أصبح تحسين السلالة شائعًا في اليابان.
رانتشو، التي يقال إن شكلها الحالي تطور في الفترة ما بين عصر إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨) وحتى عصر ميجي، هي سمكة ذهبية مستديرة لها الكثير من الحدبات على رأسها.
ليس لديها زعانف ظهر ولديها زعانف ذيل قصيرة مفتوحة جهة اليسار واليمين، وهي نوع يمكن الاستمتاع بمشاهدته من الأعلى.
"شوبونكين" التي ظهرت عام ١٨٩٢ عن طريق تحسين السلالة، هي سمكة ذهبية رائعة مثل النيشيكيغوي، يغطي جسمها بالكامل لون أزرق فاتح فريد بالإضافة إلى الأحمر والأسود والأبيض. زعنفة ذيلها مثل زعنفة ذيل سمك الكاراسيوس ولكن أطول.
وهي نتيجة تزاوج كاليكو ديميكين التي هي ديميكن ملونة وهيبونا.
وهي أيضا أصل النوع البريطاني بريستول شوبونكين المعروف بزعنفة ذيله التي على شكل قلب.
في عام ١٩٥١، ولد نوع يسمى إيدونيشيكي نتيجة تزاوج الرانتشو مع الأزومانيشيكي.
لها ألوان لامعة يمكن رؤيتها من الحراشف الشفافة، في شكل أنماط من الأزرق الفاتح والأحمر والأبيض والأسود. وهذا النوع مثل الرانتشو، ليس له زعنفة خلفية وزعنفة الذيلقصيرة ومفتوحة جهة اليسار واليمين.
لإيدونيشيكي الذي ولد من تزاوج الرانتشو (أعلى يسار) والأزومانيشيكي (أسفل يسار)
الأجراس الهوائية واللعب التي على شكل السمك الذهبي تذكرنا بأجواء الصيف اللطيفة
يمكن ملاحظة حب اليابانيين الطويل للسمك الذهبي من خلال الزينة واللعب التي تأخذ شكله. السمكة الذهبية تسبح دائما منتعشة في الماء، لذا فهي مشهورة بجلب الانتعاش في الصيف. هناك أيضا اللعبة جورو وهي لعبة تطفو على سطح الماء في أحواض الأطفال وأحواض الاستحمام وتستخدم في سقي النباتات، وهي لعبة من القصدير يشعر الكبار دائما بالحنين إليها.
غالبًا ما يستخدم في التصاميم والرسوم التوضيحية للسمك الذهبي نوع ريوكين الأحمر ذو الذيل الطويل والجسم المستدير.
هناك أيضا قطعة فنية شعبية تسمى "مصباح السمكة الذهبية" ويوضع بداخلها مصدر للإنارة. في المنطقة التي تُصنع فيها مصابيح السمكة الذهبية، تُقام أيضًا مهرجانات يكون موضوعها مصابيح السمكة الذهبية.
إذا قمت بزيارة اليابان وفُتنت بجمال السمك الذهبي، قد يكون من الصعب العودة إلى بلدك ومعك أسماك ذهبية حية. ومع ذلك، قد يسعد أصدقائك وأقاربك بالهدايا التذكارية اللطيفة التي تكون على شكل أسماك ذهبية.