نقسم الحلويات اليابانية إلى "اليوغاشي" (حلويات غربية) و"الواغاشي" (الحلويات اليابانية). أُحضرت "الليوغاشي" إلى اليابان من الغرب، ويُستعمل في تحضيرها مستخلصات حيوانية تدخل كمكونات أولية مثل المنتجات الحليبية والجيلاتين. أما "الواغاشي"، فتدخل في صناعتها المواد النباتية مثل الحبوب والفول والخضر. يقال أن ا لآن هي المكون الأساسي للواغاشي (الآن هي عجينة تصنع من الفول مثل فول الزوكي، يضاف لها السكر). في الحقيقة، كانت الخضر، لفترة طويلة، مشهورة على أنها المادة الأولية "للواغاشي"، موجورت، بيريلا، الكستناء والبطاطا الحلوة الخ مختلطة مع الان أو موتشي (كعكة الأرز اللزجة)

التركيز على القيمة الغذائية والحلاوة

    في الآونة الاخيرة في اليابان، أصبح هناك تزايد في استعمال الخضر في اليوغاشي أيضا، وهذا على نطاقين؛ أما الاول فهو استعمال نوع واحد من الخضر المألوف استعمالها كمكون في الواغاشي، وقد نتج عن هذا ذوق جديد في صناعة الحلوى بمفهوم ياباني فريد تستعمل فيه الخضر والفواكه مع مكونات الحلوى كما تمزج الخضر المطبوخة مع الكريما المصنوعة أو كريما اليوغاشي، وهذا يمكنك من تذوق طعم الخضر.
    أما النطاق الثاني فهو يتعلق بالحلوى التي تنم صناعتها عن وعي صحي، ويُتحرى في صناعتها احتواؤها على ما يفيد الجسم. في التقليد الياباني، يدخل في صناعة اليوغاشي مكونات تشتمل على الدهون الحيوانية مثل الزبدة والكريما، وهو ما يجعلها تحتوى على نسبة عالية من السعرات الحرارية. أما ما يتعلق بالوقاية من الأمراض الناجمة عن نمط العيش والعوامل التي تساعد على تجنب مظاهر الكبر، فهذا موضوع شائك للذين يهتمون بالصحة. فإذا نظرنا في هذه الصناعة من وجهة نظر صحية، نجد أنها تصطدم مع فكرة التقليل من السعرات الحرارية، فاليوغاشي الذي يحتوي على نسبة سكر منخفضة مصنوعة من الخضر التي تصنع من المواد المغذية والحلوة.

1\6 سكر

    ما هو مقدار السعرات الحرارية والسكر التي يمكننا فعلا تقليصها؟ إذا قارنا الاسفنج الذي يحتوي على نسبة قليلة من السكر مع كعكة الاسفنج العادي، فإننا نجد أن تحتوي على ما يقارب 205 كيلو سعرة حرارية، أو 2\3 سعرات حرارية، بينما تحتوي على حوالي 7.7 غرام او 1\6 من الاسفنج العادي. يمكننا استعمال حلاوة وغنى ذوق الخضر في تقليص كمية السكر والكريما، وهذا يساعد على تقليل السعرات الحرارية.

في الثقافة اليابانية، لا نهتم إن استغرقنا القليل من الوقت والجهد

    في بعض الأحيان، يتطلب صنع حلوى الخضر الوقت والجهد، فليس من الشائع استعمال الخضر كمكونات للحلوى، كما لا يوجد من الخضر العديد التي تصلح لأن تكون مكونا للحلوى مثل الفاكهة. فالتحضيرات، مثل التقشير وطهي الخضر، يتطلب وقتا وجهدا، كما أن طريقة الطبخ مهمة للغاية، بما في ذلك الحجم الذي تقطع الخضر وفقه؛ حيث يزول ذوقها ونكهتها إذا قطّعت إلى قطع صغيرة جدا، لكنها تحافظ على نكهة الخضر إذا قطّعت إلى قطع كبيرة. لذلك، فإنك تحتاج إلى براعة لتجعل ذوق المانغو ينسجم مع ذوق الجزر عند خلطهما، أو إضافة فاكهة الكيوي إلى الخيار عند أخذ عينات من الخضر. أحصل على ذوقهما من النسيج الذي يتركانه خلفا. يحتاج صنع الحلوى إلى التأني، فلابد من الوقت والجهد، فما يميز الثقافة اليابانية هو أننا لا نبالي للوقت والجهد لإبداع الأشياء.
    إن الحلوى المصنوعة من الخضر تمتلك حلاوة لطيفة وذوقا طازجا، يمكنك أن تأكل وأنت مرتاح من الناحية الصحية. كما أن تلك الحلوى تبدو جميلة وملونة، إذا لا شك أننا سنرى تزايد لهذه الحلوى في المستقبل.